المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا} (4)

1 - أقسم بالآيات المرسلة على لسان جبريل إلى محمد للعرف والخير ، فالآيات القاهرات لسائر الأديان الباطلة تنسفها نسفاً ، وبالآيات الناشرات للحكمة والهداية في قلوب العالمين نشراً عظيماً ، فالفارقات بين الحق والباطل فرقاً واضحاً ، فالملقيات على الناس تذكرة تنفعهم - إعذاراً لهم وإنذاراً - فلا تكون لهم حُجة : إن الذي توعدونه من مجيء يوم القيامة لنازل لا ريب فيه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا} (4)

{ فالفارقات فرقا } قال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك : يعني الملائكة تأتي بما يفرق بين الحق والباطل . وقال قتادة والحسن : هي آي القرآن تفرق بين الحلال والحرام . وروي عن مجاهد قال : هي الرياح تفرق السحاب وتبدده .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا} (4)

وقوله : { فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا } يعني : الملائكة قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومسروق ، ومجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسّدي ، والثوري . ولا خلاف هاهنا ؛ فإنها تنزل بأمر الله على الرسل ، تفرق بين الحق والباطل ، والهدى والغيّ ، والحلال والحرام ، وتلقي إلى الرسل وحيا فيه إعذار إلى الخلق ، وإنذارٌ لهم عقابَ الله إن خالفوا أمره .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا} (4)

وقوله : فالْفارِقاتِ فَرْقا اختلف أهل التأويل في معناه ، فقال بعضهم : عُنِي بذلك : الملائكة التي تفرق بين الحقّ والباطل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح فالْفارِقاتِ فَرْقا قال : الملائكة .

قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح فالْفارِقاتِ فَرْقا قال : الملائكة .

قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، مثله .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس فالْفارِقاتِ فَرْقا قال : الملائكة .

وقال آخرون : بل عُنِي بذلك القرآن . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة فالْفارِقاتِ فَرْقا يعني القرآن ما فرق الله فيه بين الحقّ والباطل .

والصواب من القول في ذلك أن يقال : أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفارقات ، وهي الفاصلات بين الحقّ والباطل ، ولم يخصص بذلك منهنّ بعضا دون بعض ، فذلك قَسَم بكلّ فارقة بين الحقّ والباطل ، مَلَكا كان أو قرآنا ، أو غير ذلك .

   
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا} (4)

1

والفَرْق : التمييز بين الأشياء ، فإذا كان وصفاً للملائكة فهو صالح للفرق الحقيقي مثل تمييز أهلِ الجنة عن أهل النار يوم الحساب ، وتمييز الأمم المعذبة في الدنيا عن الذين نجاهم الله من العذاب ، مثل قوم نوح عن نوح ، وعادٍ عن هود ، وقومِ لوط عن لوط وأهله عدا امرأته ، وصالح للفرق المجازي ، وهو أنهم يأتون بالوحي الذي يفرق بين الحق والباطل ، وبين الإِيمان والكفر .

وإنْ جُعل وصفاً للرياح فهو من آثار النشر ، أي فَرقُها جماعات السحب على البلاد .

ولتفرع الفرق بمعنييه عن النشر بمعانيه عطف { الفارقات } على { الناشرات } بالفاء .

وأكد بالمفعول المطلق كما أكد مَا قبله بقوله : { عصفاً } و { نشراً } ، وتنوينه كذلك .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا} (4)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

هو القرآن فرق بين الحق والباطل.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

اختلف أهل التأويل في معناه؛

فقال بعضهم: عُنِي بذلك: الملائكة التي تفرق بين الحقّ والباطل...

وقال آخرون: بل عُنِي بذلك القرآن.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفارقات، وهي الفاصلات بين الحقّ والباطل، ولم يخصص بذلك منهنّ بعضا دون بعض، فذلك قَسَم بكلّ فارقة بين الحقّ والباطل، مَلَكا كان أو قرآنا، أو غير ذلك.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فالفارقات فرقاً} أي للسحاب حتى يخرج الودق من خلاله، وللأجنحة، وبين الحق والباطل والحب والنوى -وغير ذلك من الأشياء.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الفَرْق: التمييز بين الأشياء، فإذا كان وصفاً للملائكة فهو صالح للفرق الحقيقي مثل تمييز أهلِ الجنة عن أهل النار يوم الحساب، وتمييز الأمم المعذبة في الدنيا عن الذين نجاهم الله من العذاب مثل قوم نوح عن نوح، وعادٍ عن هود، وقومِ لوط عن لوط وأهله عدا امرأته، وصالح للفرق المجازي، وهو أنهم يأتون بالوحي الذي يفرق بين الحق والباطل، وبين الإِيمان والكفر.

وإنْ جُعل وصفاً للرياح فهو من آثار النشر، أي فَرقُها جماعات السحب على البلاد.

ولتفرع الفرق بمعنييه عن النشر بمعانيه عطف {الفارقات} على {الناشرات} بالفاء.

وأكد بالمفعول المطلق كما أكد مَا قبله بقوله: {عصفاً} و {نشراً}، وتنوينه كذلك.