الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا} (4)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

هو القرآن فرق بين الحق والباطل.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

اختلف أهل التأويل في معناه؛

فقال بعضهم: عُنِي بذلك: الملائكة التي تفرق بين الحقّ والباطل...

وقال آخرون: بل عُنِي بذلك القرآن.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفارقات، وهي الفاصلات بين الحقّ والباطل، ولم يخصص بذلك منهنّ بعضا دون بعض، فذلك قَسَم بكلّ فارقة بين الحقّ والباطل، مَلَكا كان أو قرآنا، أو غير ذلك.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فالفارقات فرقاً} أي للسحاب حتى يخرج الودق من خلاله، وللأجنحة، وبين الحق والباطل والحب والنوى -وغير ذلك من الأشياء.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الفَرْق: التمييز بين الأشياء، فإذا كان وصفاً للملائكة فهو صالح للفرق الحقيقي مثل تمييز أهلِ الجنة عن أهل النار يوم الحساب، وتمييز الأمم المعذبة في الدنيا عن الذين نجاهم الله من العذاب مثل قوم نوح عن نوح، وعادٍ عن هود، وقومِ لوط عن لوط وأهله عدا امرأته، وصالح للفرق المجازي، وهو أنهم يأتون بالوحي الذي يفرق بين الحق والباطل، وبين الإِيمان والكفر.

وإنْ جُعل وصفاً للرياح فهو من آثار النشر، أي فَرقُها جماعات السحب على البلاد.

ولتفرع الفرق بمعنييه عن النشر بمعانيه عطف {الفارقات} على {الناشرات} بالفاء.

وأكد بالمفعول المطلق كما أكد مَا قبله بقوله: {عصفاً} و {نشراً}، وتنوينه كذلك.