المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (114)

114- وما أنا بطارد الذين يؤمنون بدعوتي مهما كان حالهم من فقر أو غنى ، تلبية لرغبتكم كي تؤمنوا بي .

   
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (114)

105

ومن ثم يجيبهم نوح الجواب الذي يقرر القيم الثابتة ؛ ويحدد اختصاص الرسول ، ويدع أمر الناس وحسابهم لله على ما يعملون .

( قال : وما علمي بما كانوا يعملون ? إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون . وما أنا بطارد المؤمنين . إن أنا إلا نذير مبين ) .

والكبراء يقولون دائما عن الفقراء : إن عاداتهم وأخلاقهم لا ترضي العلية ، ولا تطاق في أوساط الطبقة الراقية ذات الحس المرهف والذوق اللطيف ! فنوح يقول لهم : إنه لا يطلب إلى الناس شيئا سوى الإيمان . وقد آمنوا . فأما عملهم قبله فموكول إلى الله ، وهو الذي يزنه ويقدره . ويجزيهم على الحسنات والسيئات . وتقدير الله هو الصحيح ( لو تشعرون )بالقيم الحقة التي ترجح في ميزان الله . وما وظيفتي إلا الإنذار والإفصاح : ( إن أنا إلا نذير مبين ) .

   
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (114)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وما أنا بطارد المؤمنين} يقول: وما أنا بالذي لا يقبل الإيمان من الذين تزعمون أنهم الأرذلون عندكم.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل نوح لقومه: وما أنا بطارد من آمن بالله واتبعني على التصديق بما جئت به من عند الله.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال أهل التأويل: إنهم سألوا نوحا أن يطرد أولئك الذين آمنوا به من الضعفاء حتى يؤمنوا هم به. فقال عند ذلك: {وما أنا بطارد المؤمنين}. وجائز أن يكونوا طعنوا في الذين آمنوا بأنهم آمنوا ظاهرا، وأما في السر فليسوا على ذلك، فقال نوح عند ذلك: {وما أنا بطارد المؤمنين} يدل على ذلك قول نوح حين قال: {ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا} [هود: 31]. هذا القول منه يدل على أن كان منهم طعن في أولئك الذين آمنوا به حين وكل أمرهم إلى الله، فقال: {الله أعلم بما في أنفسهم} [هود: 31] والله أعلم.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ المؤمنين} يريد ليس من شأني أن أتبع شهواتكم وأطيب نفوسكم بطرد المؤمنين الذين صح إيمانهم طمعاً في إيمانكم.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم قال: {وما أنا بطارد المؤمنين} وذلك كالدلالة على أن القوم سألوه إبعادهم لكي يتبعوه أو ليكونوا أقرب إلى ذلك، فبين أن الذي يمنعه عن طردهم أنهم آمنوا به.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ} كأنهم -قبحهم الله- طلبوا منه أن يطردهم عنه تكبرا وتجبرا ليؤمنوا فقال {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ} فإنهم لا يستحقون الطرد والإهانة وإنما يستحقون الإكرام القولي والفعلي كما قال تعالى {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

{وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ} نفى عن نفسه أن يكون من شأنه أن يطرد من استجاب وآمن بالحق واستجاب دعوته، أي أنه ما أرسل لتوزيع الأعمال على الناس، إنما أرسل لدعوة الحق والإيمان، وترى أن النفي لوصفه بطرد المؤمنين، فهو نفى عن شأنه بوصف كونه رسولا داعيا إلى الحق، لا يهمه إلا استجابة دعوته.