{ وأزلفنا } معناه قربنا ، وقرأ ابن عباس عن أبي بن كعب «وأزلقنا » بالقاف ونسبها أو الفتح إلى عبد الله بن الحارث{[8943]} ، وقرأ أبو حيوة والحسن «زلفنا » بغير ألف وذلك أن فرعون لما وصل إلى البحر وقد دخل بنو إسرائيل قيل إنه صمم ومخرق ، بأن قال لي انفرق ، فدخل على ذلك ، وقيل بل كع{[8944]} وهم بتدبير الانصراف فعرض جبريل على فرس وديق{[8945]} فمضى وراءه حصان فرعون ، فدخل على نحو هذا وتبعه الناس ، وروي أن الله تعالى جعل ملائكة تسوق قومه حتى حصولهم في البحر ، ثم إن موسى وقومه خرجوا إلى البر من تلك الطرق ولما أحسوا باتباع فرعون وقومه فزعوا من أن يخرج وراءهم ، فهم موسى بخلط البحر فحينئذ قيل له : اترك البحر رهواً{[8946]} ، ولما تكامل جند فرعون وهو مقدمهم بالخروج انطبق عليهم البحر وغرقوا ، ودخل موسى عليه السلام البحر بالطول . وخرج في الضفة التي دخل منها بعد مسافة وكان بين موضع دخوله وموضع خروجه أوعار وجبال ولا تسلك إلا على تخليق الأيام ، وكان ذلك في يوم عاشوراء ، وقال النقاش البحر الذي انفلق لموسى نهر النيل بين إيلة ومصر .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{ثم أغرقنا الآخرين} يعني: فرعون وقومه.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"ثُمّ أغْرَقْنا الآخَرِينَ" يقول: ثم أغرقنا فرعون وقومه من القبط في البحر بعد أن أنجينا موسى منه ومن معه.
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 65]
{وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الأخرين} فالمعنى أنه تعالى جعل البحر يبسا في حق موسى وقومه حتى خرجوا منه وأغرق فرعون وقومه لأنه لما تكامل دخولهم البحر انطبق الماء عليهم فغرقوا في ذلك الماء.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما كان الإغراق بما به الإنجاء -مع كونه أمراً هائلاً- عجيباً وبعيداً عبر بأداة البعد فقال: {ثم أغرقنا} أي إغراقاً هو على حسب عظمتنا {الآخرين} أي فرعون وقومه أجمعين، لم يفلت منهم أحد.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 64]
وتم تدبير الله. فخرج بنو إسرائيل من الشاطىء الآخر، بينما كان فرعون وجنوده بين فرقي الماء أجمعين. وقد قربهم الله لمصيرهم المحتوم: (وأزلفنا ثم الآخرين. وأنجينا موسى ومن معه أجمعين).. (ثم أغرقنا الآخرين)!!!.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.