ثم فصل - سبحانه - مظاهر هذا الفوز فقال : { حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً } أى : إن لهم فى هذه الجنان التى ظفروا بها حدائق ، أى : بساتين فيها ماء وأشجار مثمرة .
. سميت بذلك تشبيها لها بحدقة العين فى الهيئة ، وحصول الماء فيها .
وإن لهم - كذلك - فى هذه الجنان { أعنابا } جمع عنب ، وهو الكرم ، وخصبت الأعناب بالذكر ، لأنها من أعظم الفواكه وأحبها إلى النفوس .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
قال: {حدائق} يعني البساتين قد حدقت حواليها الحيطان {وأعنابا} يعني الفواكه...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
ترجمة وبيان عن المفاز، وجاز أن يترجم بها عنه، لأن المفاز مصدر من قول القائل: فاز فلان بهذا الشيء: إذا طلبه فظفر به، فكأنه قيل: إن للمتقين ظفرا بما طلبوا من حدائق وأعناب، والحدائق: جمع حديقة، وهي البساتين من النخل والأعناب، والأشجار المُحَوّط عليها الحيطان المحدقة بها، لإحداق الحيطان بها تسمى الحديقة، فإن لم تكن الحيطان بها محدقة، لم يُقل لها حديقة، وإحداقها بها: اشتمالها عليها. وقوله: وأعْنابا يعني: وكرومٍ أعناب، واستغنى بذكر الأعناب عن ذكر الكروم...
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :
وقال الراغب قطعة من الأرض ذات ماء سميت بذلك تشبيهاً بحدقة العين في الهيئة وحصول الماء فيها، وكأنه أراد ذات ماء وشجر. {وأعنابا} جمع عنب ويقال للكرم نفسه ولثمرته والمتبادر عطفه على حدائق قبله وهو بعض منها إذا أريد به الكروم وبها الأشجار وموضعها وخص بالذكر اعتناء به...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ويخص الأعناب بالذكر والتعيين لأنها مما يعرفه المخاطبون...
فما الحكمة في أن تأتي هذه النعم على هيئة ما نراه في الدنيا، ولم تأت على صورة أخرى جديدة لم نرها من قبل؟!
والجواب: هو أن إلف النفس للأشياء هو الذي يشجع على تناولها، فمثلاً إذا رأيت في مكان ما طعاماً أو فاكهة لم ترها من قبل في بيئتك فلن تقبل عليها غالباً؛ لأنك لا تعرفها، وبالتالي فإنك قد تزهد فيها...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.