فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{حَدَآئِقَ وَأَعۡنَٰبٗا} (32)

ثم فسر سبحانه هذا المفاز فقال : . { حدائق وأعنابا } وانتصابهما على أنهما بدل اشتمال من { مفازا } أو بدل كل من كل على طرق المبالغة بجعل نفس هذه الأشياء مفازا ، ويجوز أن يكون النصب بإضمار اعني وإذا كان مفازا بمعنى الفوز فيقدر مضاف أي فوز حدائق ، وهي جمع حديقة وهي البستان المحوط عليه فيه أنواع الشجر المثمر ، والعناب جمع عنب أي كروم أعناب ، والتكرير يدل على تعظيم ذلك العنب .

قال المحلي { وأعنابا } عطف على مفاز أي ذكرت بعد الحدائق تنويها لعظم شأنها وإلا فهي من جملة الحدائق ، قال القاري وهذا بعيد جدا والظاهر عطفه على حدائق وكذا كواعب وكأسا انتهى .