وقرأ الأعمش «فبرزت » بالفاء والجمهور بالواو{[1]} ، وقرأ مالك بن دينار «وبرَزَت » بفتح الراء والزاي ورفع «الجحيمُ » . و «الغاوون » التي برزت لهم الجحيم هم المشركون بدلالة أنهم خوطبوا في أمر الأصنام .
{ برزت } مبالغة في أُبرزت لأن التضعيف فيه مبالغة ليست في التعدية بالهمزة ، ونظيره قوله تعالى : { وبُرّزت الجحيم لمن يرى } في سورة النازعات ( 36 ) . والمراد ب { الغاوين } الموصوفون بالغواية ، أي ضلال الرأي .
وذكْر ما يقال للغاوين للإنحاء عليهم وإظهار حقارة أصنامهم ، فقيل لهم { أين ما كنتم تعبدون } وفي الاقتصار على ذكر هذا دون غيره مما يخاطبون به يومئذ مناسبة لمقام طلب الإقلاع عن عبادة تلك الأصنام .
وأسند فعل القول إلى غير معلوم لأن الغرض تعلق بمعرفة القول لا بمعرفة القائل ، فالقائل الملائكة بإذن من الله تعالى لأن المشركين أحقر من أن يوجه الله إليهم خطابه مباشرة .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{وبرزت الجحيم} يعني: وكشف الغطاء عن الجحيم {للغاوين} من كفار بني آدم، وهم الضالون عن الهدى.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"وَبُرّزَتِ الجَحِيمُ للْغاوِينَ" يقول: وأظهرت النار للذين غووا فضلوا عن سواء السبيل.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
"وبرزت الجحيم للغاوين" أي أظهرت الجحيم للعاملين بالغواية وتركهم الرشاد... وفى رؤية الانسان آلات العذاب التي أعدت لهم عذاب عظيم، وألم جسيم للقلب فبروز الجحيم للغاوين بهذه الصفة.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
والنار تكون بارزة مكشوفة للأشقياء بمرأى منهم، يتحسرون على أنهم المسوقون إليها... يجمع عليهم الغموم كلها والحسرات، فتجعل النار بمرأى منهم، فيهلكون غما في كل لحظة..
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{وبرزت} أي كشفت كشفاً عظيماً سهلاً {الجحيم} أي النار الشديدة التأجج، وأصلها نار عظيمة في مهواة بعضها فوق بعض {للغاوين} أي الضالين الهالكين بحيث عرف أهل الموقف أنها لهم.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ولقد كشفت الجحيم وأبرزت للغاوين، الذين ضلوا الطريق وكذبوا بيوم الدين، وإنهم لعلى مشهد من الجحيم يقفون. حيث يسمعون التقريع والتأنيب، قبل أن يكبكبوا في الجحيم..
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.