التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ} (22)

{ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } أى : هذا الذى أوتى كتابه بيمينه ، يكون - أيضا - فى جنة مرتفعة على غيرها ، وهذا لون من مزاياها .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ} (22)

ثم يعلن على رؤوس الأشهاد ما أعد لهذا الناجي من النعيم ، الذي تبدو فيه هنا ألوان من النعيم الحسي ، تناسب حال المخاطبين إذ ذاك ، وهم حديثو عهد بجاهلية ، ولم يسر من آمن منهم شوطا طويلا في الإيمان ، ينطبع به حسه ، ويعرف به من النعيم ما هو أرق وأعلى من كل متاع :

( فهو في عيشة راضية . في جنة عالية . قطوفها دانية . كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) . .

وهذا اللون من النعيم ، مع هذا اللون من التكريم في الالتفات إلى أهله بالخطاب وقوله : ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) . . فوق أنه اللون الذي تبلغ إليه مدارك المخاطبين بالقرآن في أول العهد بالصلة بالله ، قبل أن تسمو المشاعر فترى في القرب من الله ما هو أعجب من كل متاع . . فوق هذا فإنه يلبي حاجات نفوس كثيرة على مدى الزمان . والنعيم ألوان غير هذا وألوان . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ} (22)

{ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } أي : رفيعة قصورها ، حسان حورها ، نعيمة دورها ، دائم حبورها .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو عُتْبَةَ الحسن بن علي بن مسلم السَّكُوني ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن سعيد بن يوسف ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلام الأسود قال : سمعتُ أبا أمامة قال : سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يتزاور أهل الجنة ؟ قال : " نعم ، إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى ، فيحيونهم ويسلمون عليهم ، ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين ، تقصر بهم أعمالهم " {[29291]}

وقد ثبت في الصحيح : " إن الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض " {[29292]} .


[29291]:- (4) ورواه أبو نعيم في صفة الجنة برقم (421) من طريق جعفر بن الزبير وبشر بن نمير، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعًا بنحوه، وجعفر بن الزبير وبشر بن نمير متروكان واتهما بالوضع.
[29292]:- (5) صحيح البخاري برقم (2790) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ} (22)

وجملة { في جنة عالية } بدل اشتمال من جملة { فهو في عيشة راضية .

والعلوّ : الارتفاع وهو من محاسن الجنّات لأن صاحبها يشرف على جهات من متسع النظر ولأنه يبدو له كثير من محاسن جنته حين ينظر إليها من أعلاها أو وسطها مما لا يَلوح لنظره لو كانت جنته في أرض منبسطة ، وذلك من زيادة البهجة والمسرة ، لأن جمال المناظر من مسرات النفس ومن النعم ، ووقع في شعر زهير :

كأن عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَة *** من النواضح تسقِي جَنَّة سُحُقاً

فقد قال أهل اللغة : يجوز أن يكون سُحُقاً ، نعتاً للجنة بدون تقدير كما قالوا : ناقةُ عُلُط وامرأة عُطُل . ولم يعرجوا على معنى السَّحَق فيها وهو الارتفاع لأن المرتفع بعيد ، وقالوا : سَحُقت النخلة ككرم إذا طالت . وفي القرآن { كمثَل جنة بربْوة } [ البقرة : 265 ] .

وجوزوا أن يراد أيضاً بالعلو علوّ القدر مثل فلان ذو درجة رفيعة ، وبذلك كان للفظ { عالية } هنا ما ليس لقوله : { كمثل جنة بربوة } لأن المراد هنالك جنة من الدنيا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ} (22)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{في جنة عالية} يعني رفيعة في الغرف.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

في بستان عال رفيع.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{في جنة عالية} قال بعضهم: مرتفعة على ما يستحب في الدنيا من الجنان: في ربوة من الأرض مرتفعة.

وقال بعضهم: الجنة اسم لروضة ذات أشجار، فكأنه يصف أشجارها بالارتفاع والطول والمنظر، وذلك أشهى إلى أربابها وهذا ما قال: {قطوفها دانية} [الآية 23] من غير ذكر الشجار، لأن ذكر الجنة اقتضى ذكر الأشجار.

وقال بعضهم: يكون معنى العالية عظمة القدر والخطر: مرتفعة. وقد يوصف الشيء الرفيع بالعلو، والله أعلم.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{عَالِيَةٍ} مرتفعة المكان في السماء. أو رفيعة الدرجات. أو رفيعة المباني والقصور والأشجار.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و {عالية} معناه في المكان والقدر وجميع وجوه العلو.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

إنّ الجنّة التي تكون عالية ورفيعة بشكل لم ير أحد مثلها قطّ، ولم يسمع بها، ولم يتصور مثلها.