المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{لَّا مَقۡطُوعَةٖ وَلَا مَمۡنُوعَةٖ} (33)

28 - في شجر من النبق مقطوع شوكه ، وشجر من الموز متراكب ثمره بعضه فوق بعض ، وظل منبسط لا يذهب ، وماء منصب في آنيتهم حيث شاءوه ، وفاكهة كثيرة الأنواع والأصناف لا مقطوعة في وقت من الأوقاف ، ولا ممنوعة عمن يُريدها ، وفرش عالية ناعمة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَّا مَقۡطُوعَةٖ وَلَا مَمۡنُوعَةٖ} (33)

وقوله : { لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ } أي : لا تنقطع شتاء ولا صيفًا ، بل أكلها دائم مستمر أبدًا ، مهما طلبوا وجدوا ، لا يمتنع عليهم بقدرة الله شيء .

قال قتادة : لا يمنعهم من تناولها عودٌ ولا شوكٌ ولا بُعدٌ . وقد تقدم في الحديث : " إذا تناول الرجل الثمرة عادت مكانها أخرى " .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَّا مَقۡطُوعَةٖ وَلَا مَمۡنُوعَةٖ} (33)

يقول وَفاكِهَةٍ كَثِيرةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ يقول تعالى ذكره وفيها فاكِهَةٍ كَثِيرَة لا ينقطع عنهم شيء منها أرادوه في وقت من الأوقات ، كما تنقطع فواكه الصيف في الشتاء في الدنيا ، ولا يمنعهم منها ، ولايحول بينهم وبينها شوك على أشجارها ، أو بعدها منهم ، كما تمتنع فواكه الدنيا من كثير ممن أرادها ببعدها على الشجرة منهم ، أو بما على شجرها من الشوك ، ولكنها إذا اشتهاها أحدهم وقعت في فيه أو دنت منه حتى يتناولها بيده . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . وقد ذكرنا الرواية فيما مضى قبل ، ونذكر بعضا آخر منها :

حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا سليمان ، قال : حدثنا أبو هلال ، قال : حدثنا قتادة ، في قوله : لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ قال : لا يمنعه شوك ولا بعد .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَّا مَقۡطُوعَةٖ وَلَا مَمۡنُوعَةٖ} (33)

وقوله تعالى : { لا مقطوعة } أي بزوال الإبان{[10902]} ، كحال فاكهة الدنيا ، { ولا ممنوعة } ببعد التناول ولا بشوك يؤذي في شجراتها ولا بوجه من الوجوه التي تمتنع بها فاكهة الدنيا .


[10902]:الإبان: الأوان. قال الشاعر:"ولحصد الزرع إبان"، أي: وقت محدد وأوان.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لَّا مَقۡطُوعَةٖ وَلَا مَمۡنُوعَةٖ} (33)

ووصفت ب { لا مقطوعة ولا ممنوعة } وصفاً بانتفاء ضد المطلوب إذ المطلوب أنها دائمة مبذولة لهم . والنفي هنا أوقع من الإثبات لأنه بمنزلة وصففٍ وتوكيده ، وهم لا يصفون بالنفي إلا مع التكرير بالعطف كقوله تعالى : { زيتونة لا شَرقِيَّة ولا غربية } [ النور : 35 ] . وفي حديث أم زرع : « قالت المرأة الرابعة : زوجي كلَيل تِهامة لاَ حَرّ ولا قُرٌّ ولا مَخافةٌ ولا سآمةٌ » .

ثم تارة يقصد به إثبات حالة وسطى بين حالي الوصفين المنفيين كما في قول أم زرع : « لا حَرّ ولا قَرّ » ، وفي آية : { لا شرقية ولا غربية } [ النور : 35 ] وهذا هو الغالب وتارة يقصد به نفي الحالين لإثبات ضديهما كما في قوله : { لا مقطوعة ولا ممنوعة } وقوله الآتي : { لا بارد ولا كريم } [ الواقعة : 44 ] ، وقول المرأة الرابعة في حديث أمّ زرع : « ولا مخافة ولا سآمة » .

وجمع بين الوصفين لأن فاكهة الدنيا لا تخلو من أحد ضدي هذين الوصفين فإن أصحابها يمنعونها فإن لم يمنعوها فإن لها إباناً تنقطع فيه .