اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَّا مَقۡطُوعَةٖ وَلَا مَمۡنُوعَةٖ} (33)

قوله : «لا مقطوعةٍ » . فيه وجهان{[54867]} :

أظهرهما : أنه نعت ل «فاكهة » ، و«لا » للنَّفي ، كقولك : «مررت برجل لا طويل ولا قصير » ولذلك لزم تكرارها .

والثاني : هو معطوف على «فاكهة » ، و«لا » عاطفة . قاله أبو البقاء{[54868]} .

وحينئذ لا بد من حذف موصوف ، أي : لا فاكهة مقطوعة ، لئلاَّ تعطف الصفة على موصوفها .

والمعنى{[54869]} : ليست كفواكه الدُّنيا تنقطع في أوقات كثيرة ، وفي كثير من المواضع ، «ولا ممنوعة » أي : لا تمنع من الناس لغلوّ أثمانها .

وقيل : لا يحظر عليها كثمار الدنيا .

وقيل : لا تمنع من أرادها بشوك ، ولا بُعد ولا حائط ، بل إذا اشتهاها العبد دنت منه حتى يأخذها ، قال تعالى : { وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً } .


[54867]:ينظر: الدر المصون 6/259.
[54868]:ينظر: الإملاء 2/1204.
[54869]:ينظر: القرطبي 17/136.