في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي} (31)

فطلب إلى ربه أن يعينه بأخيه يشد أزره ويقويه

   
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي} (31)

وقرأ ابن عامر وحده «أَشدد » بفتح الهمزة و «أُشركه » بضمها على أن موسى أسند هذه الأفعال إلى نفسه ، ويكون الأمر هنا لا يريد به النبوءة بل يريد تدبيره ومساعيه لأن النبوة لا يكون لموسى أن يشرك فيها بشراً ، وقرأ الباقون «أُشدد » بضم الهمزة «وأشرك » على معنى الدعاء في شد الأزر وتشريك هارون في النبوءة وهذه في الوجه لأنها تناسب ما تقدم من الدعاء وتعضدها آيات غير هذه بطلبه تصديق هارون إياه . و «الأزر » بمعنى الظهر قال أبو عبيدة كأنه قال شد به عوني واجعله مقاومي فيما أحاوله وقال امرؤ القيس : [ الطويل ]

بمحنية قد آزر الضال نبتها . . . فجر جيوش غانمين وخيب{[1]}

أي قاومه وصار في طوله ، وفتح أبو عمرو وابن كثير الياء من { أخي } وسكنها الباقون وروي عن نافع «وأشركهو » بزيادة واو في اللفظ بعد الهاء .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي} (31)

الشد : الإمساك بقوّة .

والأزر : أصله الظهر . ولما كان الظهر مجمع حركة الجسم وقوام استقامته أطلق اسمه على القُوّة إطلاقاً شائعاً يساوي الحقيقة فقيل الأزر للقوّة .

وقيل : آزره إذا أعانه وقوّاه . وسمي الإزار إزاراً لأنّه يشدّ به الظهر ، وهو في الآية مراد به الظهر ليناسب الشدّ ، فيكون الكلام تمثيلاً لهيئة المعين والمعان بهيئة مشدود الظهر بحزام ونحوه وشادّه .

وعلّل موسى عليه السلام سؤاله تحصيل ما سأله لنفسه ولأخيه ، بأن يسبّحا الله كثيراً ويذكُرَا الله كثيراً . ووجه ذلك أنّ فيما سأله لنفسه تسهيلاً لأداء الدعوة بتوفر آلاتها ووجود العون عليها ، وذلك مظنة تكثيرها .

وأيضاً فيما سأله لأخيه تشريكه في الدعوة ولم يكن لأخيه من قبل ، وذلك يجعل من أخيه مضاعفة لدعوته ، وذلك يبعث أخاه أيضاً على الدعوة . ودعوةُ كلّ منهما تشتمل على التعريف بصفات الله وتنزيهه فهي مشتملة على التسبيح ، وفي الدعوة حثّ على العمل بوصايا الله تعالى عباده ، وإدخال الأمة في حضرة الإيمان والتّقوى ، وفي ذلك إكثار من ذكر الله بإبلاغ أمره ونهيه . ألا ترى إلى قوله تعالى بعد هذه الآيات { اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تَنِيَا في ذِكري } [ طه : 42 ] ، أي لا تضعفا في تبليغ الرسالة ، فلا جرم كان في تحصيل ما دعا به إكثار من تسبيحهما وذكرهما الله .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ٱشۡدُدۡ بِهِۦٓ أَزۡرِي} (31)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره مخبرا عن موسى أنه سأل ربه أن يشدد أزره بأخيه هارون. وإنما يعني بقوله:"اشْدُدْ بِهِ أزْرِي" : قوّ ظهري، وأعنّي به. يقال منه: قد أزر فلان فلانا: إذا أعانه وشدّ ظهره...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

... قوله "اشدد به أزري "فالشد: جمع يستمسك به المجموع... ومثله الربط والعقد. والأزر: الظهر يقال: آزرني فلان على أمري أي كان لي ظهرا، ومنه المئزر، لأنه يشد على الظهر، والإزار لأنه يشد على الظهر، والتأزير لأنه تقوية من جهة الظهر.

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

ويقال: إنه لم يكن أحد على أخيه أسعد ولأخيه أنفع من موسى لهارون.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

... الأزر: القوّة. وأزره: قوّاه، أي: اجعله شريكي في الرسالة حتى نتعاون على عبادتك وذكرك، فإن التعاون -لأنه مهيج الرغبات- يتزايد به الخير ويتكاثر.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الشد: الإمساك بقوّة.

والأزر: أصله الظهر. ولما كان الظهر مجمع حركة الجسم وقوام استقامته أطلق اسمه على القُوّة إطلاقاً شائعاً يساوي الحقيقة فقيل الأزر للقوّة.

وقيل: آزره إذا أعانه وقوّاه. وسمي الإزار إزاراً لأنّه يشدّ به الظهر، وهو في الآية مراد به الظهر ليناسب الشدّ، فيكون الكلام تمثيلاً لهيئة المعين والمعان بهيئة مشدود الظهر بحزام ونحوه وشادّه.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

وكأن موسى – عليه السلام – عرف أن حمل الرسالة إلى فرعون وإلى قومه من بعده عملية شاقة، فقال الله: أعطني أخي يساعدني في هذه المشقة.