نضّاختان : فوّارتان بالماء ، والنضخ : فوران الماء .
66 ، 67- { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ* فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .
في هاتين الجنتين عينان تفوران بالماء ، والنضخ كالرّش فهو دون الجري .
قال البراء : العينان اللتان تجريان خير من النضاختين .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{فيهما عينان نضاختان} مملؤتان من كل خير لا ينتقصان...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"فِيهِما عَيْنانِ نَضّاخَتانِ" يقول تعالى ذكره في هاتين الجنتين اللتين من دون الجنتين اللتين هما لمن خاف مقام ربه، عينان نضاختان، يعني فوّارتان. واختلف أهل التأويل في المعنى الذي تنضخان به؛
وقال آخرون: بل معنى ذلك أنهما ممتلئتان...
وقال آخرون: تنضخان الماء والفاكهة...
وقال آخرون: نضاختان بألوان الفاكهة...
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عُنِي بذلك أنهما تنضخان بالماء، لأنه المعروف بالعيون إذ كانت عيون ماء.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: تنضخان بالمسك والعنبر كما ينضخ طير الماء على بيوت أهل الدنيا.
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
وأصل النضخ الرش، وهو أكثر من النضح.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
(فيهما) يعني الجنتين اللتين وصفهما بأنهما (مدهامتان) (عينان نضاختان) فعين الماء المكان الذي ينبع منه الماء،ووجه الحكمة في العين النضاخة أن النفس إذا رأت الماء يفور كان أمتع، وذلك على ما جرت به العادة.
{فيهما عينان نضاختان} أي فائرتان ماؤهما متحرك إلى جهة فوق، وأما العينان المتقدمتان فتجريان إلى صوب المؤمنين فكلاهما حركتهما إلى جهة مكان أهل الإيمان...
قوله تعالى : " فيهما عينان نضاختان " أي فوارتان بالماء ، عن ابن عباس . والنضخ بالخاء أكثر من النضح بالحاء . وعنه أن المعنى نضاختان بالخير والبركة ، وقاله الحسن ومجاهد . ابن مسعود وابن عباس أيضا وأنس : تنضخ على أولياء الله بالمسك والعنبر والكافور في دور أهل الجنة كما ينضخ رش المطر . وقال سعيد بن جبير : بأنواع الفواكه والماء . الترمذي : قالوا بأنواع الفواكه والنعم{[14592]} والجواري المزينات والدواب المسرجات والثياب الملونات . قال الترمذي : وهذا يدل على أن النضخ أكثر من الجري . وقيل : تنبعان ثم تجريان .
ولما كان ذكر ما يدل على ريهما ، حققه بقوله : { فيهما } أي في كل جنة لكل شخص منهم { عينان نضاختان * } أي تفوران بشدة {[62023]}توجب لهما رشاش{[62024]} الماء بحيث لا ينقطع ذلك ، ولم يذكر جريهما فكأنهما بحيث يرويان جنتهما ولا يبلغان الجري ، والنضخ دون الجري وفوق النضخ ، قال الأصبهاني : وأصل النضخ بالمعجمة - انتهى . وكأنهما لمن تغرغر عيناه بالدمع فتمتلئان من غير جري ، وقال ابن برجان ما معناه إن حر ( ؟ ) عدم جريهما لكونهما على مثال جنة خريف ما ههنا وشتاء به{[62025]} لبعد عهدهما بنزول الماء و{[62026]}سكنا في أعماق الأرض لينعكس بالنبع والفوران صاعداً مع أن الجنة لا مطر فيها