روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{فِيهِمَا عَيۡنَانِ نَضَّاخَتَانِ} (66)

{ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } فوارتان بالماء على ما هو الظاهر ، وفي «البحر » النضخ فوران الماء ، وفي «الكشاف » . وغيره النضخ أكثر من النضخ بالحاء المهملة لأنه مثل الرش وهو عند من فضل الجنتين الأوليين دون الجري ، فالمدح به دون المدح به ، وعليه قول البراء بن عازب فيما أخرج ابن المنذر . وابن أبي حاتم العينان اللتان تجريان خير من النضاحتين ، ومن ذهب إلى تفضيل هاتين يقول في الفوران جري مع زيادة حسن فإن الماء إذا فار وارتفع وقع متناثر القطرات كحبات اللؤلؤ المتناثرة كما يشاهد في الفوارات المعروفة ، أو يقول بما أخرجه ابن أبي شيبة . وابن أبي حاتم عن أنس { نَضَّاخَتَانِ } بالمسك والعنبر تنضخان على دور الجنة كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا ، أو بما أخرجه ابن أبي شيبة . وعبد بن حميد عن مجاهد { نَضَّاخَتَانِ } بالخير ، ولفظ ابن أبي شيبة بكل خير .