تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ} (22)

{ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } المنازل والقصور عالية المحل .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ} (22)

{ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } أي : رفيعة قصورها ، حسان حورها ، نعيمة دورها ، دائم حبورها .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو عُتْبَةَ الحسن بن علي بن مسلم السَّكُوني ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن سعيد بن يوسف ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلام الأسود قال : سمعتُ أبا أمامة قال : سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يتزاور أهل الجنة ؟ قال : " نعم ، إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى ، فيحيونهم ويسلمون عليهم ، ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين ، تقصر بهم أعمالهم " {[29291]}

وقد ثبت في الصحيح : " إن الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض " {[29292]} .


[29291]:- (4) ورواه أبو نعيم في صفة الجنة برقم (421) من طريق جعفر بن الزبير وبشر بن نمير، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعًا بنحوه، وجعفر بن الزبير وبشر بن نمير متروكان واتهما بالوضع.
[29292]:- (5) صحيح البخاري برقم (2790) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ} (22)

وجملة { في جنة عالية } بدل اشتمال من جملة { فهو في عيشة راضية .

والعلوّ : الارتفاع وهو من محاسن الجنّات لأن صاحبها يشرف على جهات من متسع النظر ولأنه يبدو له كثير من محاسن جنته حين ينظر إليها من أعلاها أو وسطها مما لا يَلوح لنظره لو كانت جنته في أرض منبسطة ، وذلك من زيادة البهجة والمسرة ، لأن جمال المناظر من مسرات النفس ومن النعم ، ووقع في شعر زهير :

كأن عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَة *** من النواضح تسقِي جَنَّة سُحُقاً

فقد قال أهل اللغة : يجوز أن يكون سُحُقاً ، نعتاً للجنة بدون تقدير كما قالوا : ناقةُ عُلُط وامرأة عُطُل . ولم يعرجوا على معنى السَّحَق فيها وهو الارتفاع لأن المرتفع بعيد ، وقالوا : سَحُقت النخلة ككرم إذا طالت . وفي القرآن { كمثَل جنة بربْوة } [ البقرة : 265 ] .

وجوزوا أن يراد أيضاً بالعلو علوّ القدر مثل فلان ذو درجة رفيعة ، وبذلك كان للفظ { عالية } هنا ما ليس لقوله : { كمثل جنة بربوة } لأن المراد هنالك جنة من الدنيا .