تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{واتقوا الذي أمدكم} يقول: اتقوا الله الذي أعطاكم {بما تعلمون} من الخير.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 131]
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هود لقومه من عاد: اتقوا عقاب الله أيها القوم بطاعتكم إياه فيما أمركم ونهاكم، وانتهوا عن اللهو واللعب، وظلم الناس، وقهرهم بالغلبة والفساد في الأرض، واحذروا سخط الذي أعطاكم من عنده ما تعلمون، وأعانكم به من بين المواشي والبنين والبساتين والأنهار "إنّي أخافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ من الله عَظِيمٍ".
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أمدكم: قيل أعطاكم، وهو من المدد، أي أعطاكم النعم تباعا واحدة بعد واحدة، لا تنقطع، ثم هو يحتمل وجهين: أحدهما: اتقوا كفران الذي أعطاكم النعم، فلا توجهوا شكرها إلى من لم ينعم عليكم، ولم يمدها لم، وأنتم تعلمون عبادتكم الأصنام التي لا تقدر على إعطاء شيء من النعم. والثاني: اتقوا نقمة الله الذي أعطاكم هذه النعم، فإن الذي قدر على إنعامها قادر على صرفها عنكم. على هذين الوجهين، والله أعلم.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
حكى الله تعالى عن هود أنه قال لقومه واتقوا معاصي الله الذي أمدكم بالذي تعلمون من أنواع نعمه، فالإمداد: اتباع الثاني ما قبله شيئا بعد شئ، على انتظام، فهؤلاء أمدهم الله بالمال وبالبنين، يعني الذكور من الأولاد، وبالأنعام من الإبل والبقر والغنم والبساتين التي فيها شجر تحتها عيون جارية فيها، فآتاهم رزقهم على إدرار.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
بالغ في تنبيههم على نعم الله، حيث أجملها ثم فصلها مستشهداً بعلمهم، وذلك أنه أيقظهم عن سنة غفلتهم عنها حين قال: {أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ}.
ثم وصل بهذا الوعظ ما يؤكد القبول وهو التنبيه على نعم الله تعالى عليهم بالإجمال أولا ثم التفصيل ثانيا فأيقظهم عن سنة غفلتهم عنها حيث قال: {أمدكم بما تعلمون}.
البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :
ثم أمرهم ثالثاً بالتقوى تنبيهاً لهم على إحسانه تعالى إليهم، وسبوغ نعمته عليهم. وأبرز صلة {الذي} متعلقة بعلمهم، تنبيهاً لهم وتحريضاً على الطاعة والتقوى، إذ شكر المحسن واجب، وطاعته متعينة، ومشيراً إليهم بأن من أمد بالإحسان هو قادر على سلبه، وعلى تعذيب من لم يتقه، إذ هذا الإمداد ليس من جهتكم، وإنما هو من تفضله تعالى عليكم بحيث أتبعكم إحسانه شيئاً بعد شيء.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما كان إدكار الإحسان موجباً للإذعان، قال مرغباً في الزيادة ومرهباً من الحرمان: {واتقوا الذي أمدكم} أي جعل لكم مدداً، وهو إتباع الشيء بما يقويه على الانتظام {بما تعلمون} أي ليس فيه نوع خفاء حتى تعذروا في الغفلة عن تقييده بالشكر.
تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :
أي واتقوا عقاب الله بطاعتكم إياه فيما أمركم به ونهاكم عنه، فابتعدوا عن اللعب واللهو وظلم الناس والفساد في الأرض، واحذروا سخط من أعطاكم من عنده ما تعلمون من الأنعام والبنين والبساتين والأنهار تتمتعون بها كما شئتم، حتى صرتم مضرب الأمثال في الغنى والثروة والزخرف والزينة فاجعلوا كفاء هذا عبادة من أنعم بها وتعظيمه وحده.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
وهكذا يذكرهم بالمنعم والنعمة على وجه الإجمال أولا: (أمدكم بما تعلمون). وهو حاضر بين أيديهم، يعلمونه ويعرفونه ويعيشون فيه،
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وقد جاء في ذكر النعمة بالإجمال الذي يُهَيِّىء السامعين لتلقّي ما يرد بعده فقال: {الذي أمدكم بما تعلمون} ثم فُصِّل بقوله: {أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون} وأعيد فعل {أمدّكم} في جملة التفصيل لزيادة الاهتمام بذلك الإمداد فهو للتوكيد اللفظي.
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
وقد أمرهم بالتقوى عامة، وبالطاعة كذلك، هنا يأمرهم بتقوى صاحب النعمة التي أنعمها عليهم، والذي أمدهم بالنعم التي كانت بها قوتهم في الأرض وقدرتهم على البطش كالجبارين، والأمر بالتقوى يتحقق بأن تمتلئ نفوسهم بتقواه وللحمل على الوقاية، وأن تكون قلوبهم خاشعة مملوءة بمهابته، ومخافته، لا أن يكون أمرهم بورا، ولا يرهبون، ولا يقدرون، وقوله تعالى: {بما تعلمون} علما محسوسا ترونه، وتتبحبحون فيه، وما اتخذتموه قوة للبطش والظلم، ولم تتخذوه قوة للعدل وإقامة القسطاس المستقيم.
{واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون} لم تعدد الآية ما أمدنا الله به، وتركت لنا أن نعدده نحن؛ لأننا نعرفه جيدا ونعيشه، وندركه بكل حواسنا ومداركنا، فما من آلة عندك إلا وتحت إدراكها نعمة الله، بل عدة نعم، فالعين ترى المناظر، والأذن تسمع الأصوات، والأنف يشم الروائح، واليد تبطش... إلخ. {أمدكم بما تعلمون} فقولوا أنتم واشهدوا على أنفسكم وعددوا نعم ربكم عليكم.
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :
من الهداية: -تنويع أسلوب الدعوة وتذكير الجاحدين بما هو محسوس لديهم مرأي لهم.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
يتبع النّبي هود أسلوبي الإجمال والتفصيل، وهما مؤثران في كثير من الأبحاث، فيلتفت نحوهم أولا فيقول: (واتقوا الذي أمدّكم بما تعلمون).
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.