ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك قصة صالح مع قومه ، فقال - تعالى - : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ المرسلين . . . } .
قد وردت قصة صالح مع قومه فى سور أخرى منها الأعراف ، هود ، والنمل ، والقمر . . وثمود اسم للقبيلة التى ارسل إليها صالح - لكى يأمرهم بعبادة الله وحده .
وما زالت مساكنهم تعرف إلى الآن بمدائن صالح ، فى المنطقة التى بين المدينة المنورة والشام ، وقد مر النبى صلى الله عليه وسلم على ديارهم وهو متوجه إلى غزوة تبوك .
وقد نصح صالح قومه ، بما نصح به هود ونوح قومهما من قبله ، فقد أمرهم بتقوى الله وصارحهم بصدقه معهم ، وبتعففه عن تعاطى الأجر على نصحه لهم .
وهذا إخبار من الله ، عز وجل ، عن عبده ورسوله صالح ، عليه السلام : أنه بعثه إلى قوم ثمود ، وكانوا عربًا يسكنون مدينة الحجْر ، التي بين وادي القُرَى وبلاد الشام ، ومساكنهم معروفة مشهورة . وقد قدمنا في " سورة الأعراف " {[21820]} الأحاديث المروية في مرور رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم حين أراد غَزْوَ الشام ، فوصل{[21821]} إلى تَبُوك ، ثم عاد إلى المدينة ليتأهب لذلك . وقد كانوا بعد عاد وقبل الخليل ، عليه السلام . فدعاهم نبيهم صالح إلى الله ، عز وجل ، أن يعبدوه وحده لا شريك له ، وأن يطيعوه فيما بلغهم من الرسالة ، فأبوا عليه وكذبوه وخالفوه . فأخبرهم أنه لا يبتغي بدعوتهم أجرا منهم ، وإنما يطلب ثواب ذلك من الله ، عز وجل ،
القول في تأويل قوله تعالى : { كَذّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتّقُونَ * إِنّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَىَ رَبّ الْعَالَمِينَ } .
يقول تعالى ذكره : كذّبت ثمود رسل الله ، إذ دعاهم صالح أخوهم إلى الله ، فقال لهم : ألا تتقون عقاب الله يا قوم على معصيتكم إياه ، وخلافكم أمره ، بطاعتكم أمر المفسدين في أرض الله ، إنّي لَكُمْ رَسُولٌ من الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبته على خلافكم أمره أمِينٌ على رسالته التي أرسلها معي إليكم فَاتّقُوا اللّهَ أيها القوم ، واحذروا عقابه وأطِيعُونِ في تحذيري إياكم ، وأمر ربكم باتباع طاعته ، وَما أسألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ يقول : وما أسألكم على نصحي إياكم ، وإنذاركم من جزاء ولا ثواب إنْ أجْرِيَ إلاّ عَلى رَبّ العالَمِينَ يقول : إن جزائي وثوابي إلاّ على ربّ جميع ما في السموات ، وما في الأرض ، وما بينهما من خلق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.