{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم } بعد ذلك الإهلاك { مَّطَراً } عجيبا أمره فقد كان نوعا من الحجارة ، كما جاء فى آية أخرى فى قوله : - تعالى - : { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ } وقوله - سبحانه - : { فَسَآءَ مَطَرُ المنذرين } بيان لسوء مصيرهم .
أى : دمرنا هؤلاء القوم ، وأمطرنا عليهم مطرا من الحجارة زيادة فى إهانتهم ، فساءت عاقبتهم ، وتحقق ما أنذرناهم به من دمار .
القول في تأويل قوله تعالى : { ثُمّ دَمّرْنَا الاَخَرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ * إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مّؤْمِنِينَ * وَإِنّ رَبّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرّحِيمُ } .
يقول تعالى ذكره : ثم أهلكنا الاَخرين من قوم لوط بالتدمير وَأمْطَرْنَا عَليهِمْ مَطَرا وذلك إرسال الله عليهم حجارة من سجيل من السماء فَساءَ مَطَرُ المُنْذَرِينَ يقول : فبئس ذلك المطر مطر القوم الذين أنذرهم نبيهم فكذّبوه إنّ فِي ذلكَ لاَيَةً يقول تعالى ذكره : إن في إهلاكنا قوم لوط الهلاك الذي وصفنا بتكذيبهم رسولنا ، لعبرة وموعظة لقومك يا محمد ، يتعظون بها في تكذيبهم إياك ، وردّهم عليك ما جئتهم به من عند ربك من الحقّ وَما كانَ أكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ في سابق علم الله وَإنّ رَبّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرّحِيمُ بمن آمن به .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{وأمطرنا عليهم مطرا} يعني: الحجارة {فساء} يعني: فبئس {مطر المنذرين} يعني: الذين أنذروا بالعذاب خسف الله بقرى قوم لوط، وأرسل الحجارة على من كان خارجا من القرية.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 172]
يقول تعالى ذكره: ثم أهلكنا الآخرين من قوم لوط بالتدمير. "وَأمْطَرْنَا عَليهِمْ مَطَرا "وذلك إرسال الله عليهم حجارة من سجيل من السماء. "فَساءَ مَطَرُ المُنْذَرِينَ" يقول: فبئس ذلك المطر مطر القوم الذين أنذرهم نبيهم فكذّبوه.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
يحتمل أن يكون أمطر عليهم الحجارة بعدما قلبهم ظهرا لبطن وبطنا لظهر كقوله: {جعلنا عليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة} [هود: 82]. وجائز أن يكون جعل عاليها سافلها بما أمطر عليهم من الحجارة. وجائز أن يكون جعل القريات ومن فيها عاليها سافلها، وأمطر على من كان غائبا منهم الحجارة.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
وقوله "وأمطرنا عليهم مطرا "فالإمطار: الإتيان بالقطر العام من السماء، وشبه به إمطار الحجارة. والإهلاك بالإمطار عقاب آتي الذكران من العالمين "فساء مطر المنذرين" سماه (سوء) وإن كان حسنا، لأنه كان فيه هلاك القوم.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{فَسَآءَ مَطَرُ المنذرين} ولم يرد بالمنذرين قوماً بأعيانهم، إنما هو للجنس، والمخصوص بالذمّ محذوف، وهو مطرهم.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما كان معنى {دمرنا}: حكمنا بتدميرهم، عطف عليه قوله: {وأمطرنا} ودل على العذاب بتعديته ب "على "فقال: {عليهم مطراً} أي وأي مطر، ولذلك سبب عنه قوله: {فساء مطر المنذرين} أي ما أسوأ مطر الذين خوفهم لوط عليه السلام بما أشار إليه إنكاره وتعبيره بالتقوى والعدوان.
وصف الله هذا المطر بأنه {فساء مطر المنذرين} فهو ليس مطر خير ورحمة، إنما مطر عذاب ونقمة.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.