المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

1 - أقسم بالآيات المرسلة على لسان جبريل إلى محمد للعرف والخير ، فالآيات القاهرات لسائر الأديان الباطلة تنسفها نسفاً ، وبالآيات الناشرات للحكمة والهداية في قلوب العالمين نشراً عظيماً ، فالفارقات بين الحق والباطل فرقاً واضحاً ، فالملقيات على الناس تذكرة تنفعهم - إعذاراً لهم وإنذاراً - فلا تكون لهم حُجة : إن الذي توعدونه من مجيء يوم القيامة لنازل لا ريب فيه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

{ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا } يحتمل أنها الملائكة{[1321]} ، تنشر ما دبرت على نشره ، أو أنها السحاب التي ينشر بها الله الأرض ، فيحييها بعد موتها .


[1321]:- في ب: يحتمل أن المراد بها الملائكة.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

وقوله : { والناشرات نَشْراً } أى : وحق الرياح التى تنتشر انتشارا عظيما فى الآفاق ، فتأتى بالسحب ، التى تتحول بقدرة الله - تعالى - إلى أمطار غزيرة نافعة .

قال ابن كثير - بعد أن ذكر آراء العلماء فى معنى هذه الألفاظ - : والأظهر أن المرسلات هى الرياح ، كما قال - تعالى - : { وَأَرْسَلْنَا الرياح لَوَاقِحَ . . . } وقال - سبحانه - : { وَهُوَ الذي يُرْسِلُ الرياح بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } وهكذا العاصفات هى الرياح ، يقال : عصفت الريح إذا هبت بتصويت ، وكذا { والناشرات } : هى الرياح التى تنشر السحاب فى آفاق السماء كما يشاء الرب - عز وجل - .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

وقوله : والنّاشِرَاتِ نَشْرا اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : عُني بالناشرات نَشْرا : الريح . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا المحاربي ، عن المسعودي ، عن سَلَمَة بن كهيل ، عن أبي العُبيدين أنه سأل ابن مسعود عن النّاشِرَاتِ نَشْرا قال : الريح .

حدثنا خلاد بن أسلم ، قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : أخبرنا المسعودي ، عن سَلَمة بن كهيل ، عن أبي العُبيدين ، عن ابن مسعود ، مثله .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم ، عن أبي العُبيدين ، قال : سألت عبد الله بن مسعود ، فذكر مثله .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سَلَمة بن كهيل ، عن مسلم البطين ، عن أبي العُبيدين ، قال : سألت عبد الله ، فذكر مثله .

قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد والنّاشِرَاتِ نَشْرا قال : الريح .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي ، عن شعبة ، عن إسماعيل السديّ ، عن أبي صالح صاحب الكلبي ، في قوله : والنّاشِرَاتِ نَشْرا قال : هي الرياح .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة والنّاشِرَاتِ نَشْرا قال : الرياح .

وقال آخرون : هي المطر . ذكر من قال ذلك :

حدثنا عبد الحميد بن بيان ، قال : حدثنا محمد بن يزيد ، عن إسماعيل ، قال : سألت أبا صالح ، عن قوله والنّاشِرَاتِ نَشْرا : قال المطر .

حدثنا أبو كريبٍ ، قال : حدثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح والنّاشِرَاتِ نَشْرا قال : هي المطر .

قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، مثله .

وقال آخرون : بل هي الملائكة التي تنشُر الكتب . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أحمد بن هشام ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السديّ ، عن أبي صالح والنّاشِرَاتِ نَشْرا قال : الملائكة تنشُر الكتب .

وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالناشرات نشرا ، ولم يَخْصُص شيئا من ذلك دون شيء ، فالريح تنشر السحاب ، والمطر ينشر الأرض ، والملائكة تنشر الكتب ، ولا دلالة من وجه يجب التسليم له على أن المراد من ذلك بعض دون بعض ، فذلك على كل ما كان ناشرا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

واختلف الناس في قولهم { والناشرات } فقال مقاتل والسدي هي الملائكة تنشر صحف العباد بالأعمال ، وقال ابن مسعود والحسن ومجاهد وقتادة هي الرياح تنشر رحمة الله ومطره ، وقال بعض المتأولين : { الناشرات } الرمم الناشرات في بعث يوم القيامة يقال نشرت الميت ، ومنه قول الأعشى : [ السريع ]

يا عجباً للميت الناشر{[11543]}*** وقال آخرون : { الناشرات } التي يجيء بالأمطار تشبه بالميت ينشر ، وقال أبو صالح : { الناشرات } الأمطار التي تحيي الأرض ، وقال بعض المتأولين : { الناشرات } طوائف الملائكة التي تباشر إخراج الموتى من قبورهم للبعث فكأنهم يحيونهم .


[11543]:هذا عجز بيت قاله الأعشى من قصيدته التي يهجو فيها علقمة بن علاثة ويمدح عامر ابن طفيل في المنافرة التي جرت بينهما، والبيت بتمامه مع بيت قبله: لو أسندت ميتا إلى نحرها عاش ولم ينقل إلى قابر حتى يقول الناس مما رأوا: يا عجبا للميت الناشر والشاهر أن الناشر بمعنى الحي، يقال: نشر الله الميت: أحياه، والبيت في الديوان، واللسان، وقد سبق الاستشهاد به.