القول في تأويل قوله تعالى : { كَذّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتّقُونَ * إِنّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } .
يقول تعالى ذكره : كَذّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ رسل الله الذين أرسلهم إليهم لما قالَ لَهُمْ أخُوهُمْ نُوحٌ ألاَ تَتّقُونَ فتحذروا عقابه على كفركم به ، وتكذيبكم رسله إنّي لَكُمْ رَسُولٌ من الله أمِينٌ على وحيه إليّ ، برسالته إياي إليكم .
{ إذ قال } ظرف ، أي كذبوه حين قال لهم { ألا تتقون } فقالوا : { أنؤمن لك } [ الشعراء : 111 ] . ويظهر أن قوله : { ألا تتقون } صدر بعد أن دعاهم من قبل وكرّر دعوتهم إذ رآهم مُصرِّين على الكفر ويدل لذلك قولهم في مجاوبته { واتَّبَعَك الأرذلون } [ الشعراء : 111 ] .
وخص بالذكر في هذه السورة هذا الموقف من مواقفه لأنه أنسب بغرض السورة في تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر مماثل حاله مع قومه .
والأخ مستعمل في معنى القريب من القبيلة . وقد تقدم في قوله تعالى : { وإلى عاد أخاهم هوداً } في سورة [ الأعراف : 65 ] .
وقوله : { ألا تتقون } يجوز أن يكون لفظ { أَلاَ } مركباً من حرفين همزة استفهام دخلت على ( لاَ ) النافية ، فهو استفهام عن انتفاء تقواهم مستعمل في الإنكار وهو يقتضي امتناعهم من الامتثال لدعوته .
ويجوز أن يكون { أَلاَ } حرفاً واحداً هو حرف التحْضيض مثل قوله تعالى : { ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم } [ التوبة : 13 ] وهو يقتضي تباطؤهم عن تصديقه .
والمراد بالتقوى : خشية الله من عقابه إياهم على أن جعلوا معه شركاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.