المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَىٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدۡ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبٗا} (62)

62- فلما ابتعد موسى وفتاه عن المكان ، وأحسا بالجوع والتعب ، قال موسى لفتاه : آتنا ما نتغذى به ، لقد لقينا في سفرنا هذا تعبا ومشقة .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَىٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدۡ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبٗا} (62)

ثم بين - سبحانه - ما كان منهما بعد ذلك فقال : { فلما جاوزا } أى : المكان الذى فيه مجمع البحرين .

{ قال } موسى - عليه السلام - لفتاه يوشع بن نون { آتنا غداءنا } أى : أحضر لنا ما نأكله من هذا الحوت المشوى الذى معنا : ثم علل موسى - عليه السلام - هذا الطلب بقوله : { لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هذا نَصَباً } أى : تعبا وإعياء .

واسم الإِشارة " هذا " مشار به إلى سفرهما المتلبسين به .

قالوا : ولكن باعتبار بعض أجزائه ، فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قال : " لم يجد موسى شيئا من التعب حتى جاوز المكان الذى أمر به " .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَىٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدۡ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبٗا} (62)

وقوله : { فَلَمَّا جَاوَزَا } أي : المكان الذي نسيا الحوت فيه ، ونُسب النسيان إليهما وإن كان يُوشَع هو الذي نسيه ، كقوله تعالى : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ } [ الرحمن : 22 ] ، وإنما يخرج من{[18316]} المالح في أحد القولين .

فلما ذهبا عن المكان الذي نسياه فيه مَرْحَلَةً { قَالَ } موسى { لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا [ نَصَبًا ] {[18317]} } أي : الذي جاوزا فيه المكان { نَصَبًا } يعني : تعبًا .

/خ65


[18316]:في ف، أ: "على".
[18317]:زيادة من ف، أ.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَىٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدۡ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبٗا} (62)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: فلما جاوز موسى وفتاه مجمع البحرين، قال موسى لفتاه يوشع "آتِنا غَدَاءَنا "يقول: جئنا بغدائنا وأعطناه...

" لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هَذَا نَصَبا" يقول: لقد لقينا من سفرنا هذا عناء وتعبا، وقال ذلك موسى، فيما ذُكر، بعد ما جاوز الصخرة، حين ألقي عليه الجوع ليتذكر الحوت، ويرجع إلى موضع مطلبه.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{فلما جاوزا} يعني مكانه قال لفتاه: {قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} فيه دلالة أن لا بأس للرجل إذا أصابته مشقة وجهد أن يذكر أصابني كذا، وللمريض (أن) يقول: بي من المرض كذا، ولا يخرج ذلك مُخرج الشكوى والجزع من الله حين قال موسى عليه السلام: {ولقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} تعبا وجهدا...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

كان موسى في هذا السَّفرِ مُتَحَمِّلاً، فقد كان سَفَر تأديبٍ واحتمالٍ مَشقّةٍ، لأنه ذهب لاستكثار العلم. وحالُ طلبِ العلم حالُ تأديبٍ ووقتُ تَحمُّلٍ للمشقة، ولهذا لَحِقَهُ الجوعُ، فقال: {لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً}...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{مِن سَفَرِنَا هذا} إشارة إلى مسيرهما وراء الصخرة. فإن قلت: كيف نسي يوشع ذلك، ومثله لا ينسى لكونه أمارة لهما على الطلبة التي تناهضا من أجلها لكونه معجزتين ثنتين: وهما حياة السمكة المملوحة المأكول منها -وقيل: ما كانت إلاّ شق سمكة- وقياء الماء وانتصابه مثل الطاق ونفوذها في مثل السرب منه؟ ثم كيف استمرّ به النسيان حتى خلفا الموعد وسارا مسيرة ليلة إلى ظهر الغد، وحتى طلب موسى عليه السلام الحوت؟ قلت: قد شغله الشيطان بوساوسه فذهب بفكره كل مذهب حتى اعتراه النسيان وانضم إلى ذلك أنه ضري بمشاهدة أمثاله عند موسى عليه السلام من العجائب، واستأنس بإخوانه فأعان الإلف على قلة الاهتمام.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فلما جاوزا} أي موسى وفتاه عليهما السلام ذلك الموضع من المجمع تعب، ولم يتعب حتى جاوز المكان الذي أمر به معجزةً أخرى، فلما جاع وتعب {قال لفتاه ءاتنا} أي أحضر لنا {غداءنا} أي لنتقوى به على ما حصل لنا من الإعياء، ولذلك وصل به قوله تعالى: {لقد لقينا من سفرنا} أي الذي سافرناه في هذا اليوم خاصة، ولذلك أشار إليه بأداة القرب فقال تعالى: {هذا نصباً} وكان الحوت زادهم فلم يكن معه...

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

أي: جاوزا في سيرهما مجمع البحرين ومكان الموعد، قال موسى عليه السلام لفتاه: أحضر لنا الغداء فقد تعبنا من السفر، والنصب: هو التعب.

فمعنى ذلك أنهما سارا حتى مجمع البحرين، ثم استراحا، فلما جاوزا هذا المكان بدا عليهما الإرهاق والتعب؛ لذلك طلب موسى الطعام. وهنا تذكر الفتى ما كان من نسيان الحوت.