التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ دَمَّرۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ} (136)

{ ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخرين } أى : ثم دمرنا القوم الآخرين الباقين على كفرهم ، كما دمرنا من بقى على كفره من أهل لوط ، كامرأته التى أعرضت عن دعوة الحق ، وانحازت إلى قومها المفسدين .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ دَمَّرۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ} (136)

69

ثم تأتي لمحة عن قصة لوط . التي ترد في المواضع الأخرى تالية لقصة إبراهيم :

( وإن لوطاً لمن المرسلين . إذ نجيناه وأهله أجمعين . إلا عجوزاً في الغابرين . ثم دمرنا الآخرين . وإنكم لتمرون عليهم مصبحين . وبالليل أفلا تعقلون ? ) . .

وهي أشبه باللمحة التي جاءت عن قصة نوح . فهي تشير إلى رسالة لوط ونجاته مع أهله إلا امرأته . وتدمير المكذبين الضالين . وتنتهي بلمسة لقلوب العرب الذين يمرون على دار قوم لوط في الصباح والمساء ولا تستيقظ قلوبهم ولا تستمع لحديث الديار الخاوية . ولا تخاف عاقبة كعاقبتها الحزينة !

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ دَمَّرۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ} (136)

{ وإن لوطا لمن المرسلين * إذ نجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين * ثم دمرنا الآخرين } سبق بيانه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ثُمَّ دَمَّرۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ} (136)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

أهكلنا بقيتهم بالخسف والحصب.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"ثُمّ دَمّرْنا الآخَرِينَ" يقول: ثم قذفناهم بالحجارة من فوقهم، فأهلكناهم بذلك.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

والتدمير: الإهلاك على وجه التنكيل ، دمر عليهم إذا غير حالهم إلى حال التشويه، فالله تعالى أهلك قوم لوط بما أرسل عليهم من الحجارة، وبما فعل بهم من انقلاب قراهم.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما ذكر نجاته وابتدأ بها اهتماماً بالترجية، قال مخوفاً معبراً بأداة البعد إفادة مع الترتيب لعظيم رتبة ما دخلت عليه: {ثم دمرنا} أي أهلكنا بما لنا من العظمة.

{الآخرين} فجردنا الأرض من قاذوراتهم ونزهنا البلاد المقدسة منهم ومن أرجاس فعلاتهم، فلم نبق منهم أحداً ولا احتجنا في إهلاكهم إلى استئذان أحد.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

(ثمّ دمّرنا الآخرين).

الجمل القصيرة التي وردت أعلاه تشير إلى تأريخ قوم لوط المليء بالحوادث، والتي ورد شرحها في سور (هود) و (الشعراء) و (العنكبوت).

«لوط» كسائر الأنبياء بدأ دعوته بتوحيد الله، ثمّ عمد إلى الجهاد ضدّ الفساد الموجود في المجتمع المحيط به، خاصّة ذلك الانحراف الخلقي المعروف باللواط، والذي ظلّ كوصمة عار لقوم لوط على طول التاريخ.

فهذا النّبي العظيم عانى المرارة مع قومه، وبذل كلّ ما يمتلك من جهد لإصلاح قومه المنحرفين، ومنعهم من الاستمرار في ممارسة عملهم القبيح، ولكن جهوده لم تسفر عن شيء. وعندما شاهد أنّ أفراد قلائل آمنوا به، قرّر إنقاذ نفسه وإنقاذهم من المحيط الفاسد الذي يعيشون فيه.

وفي نهاية الأمر فقد لوط الأمل في إصلاح قومه وعمد إلى الدعاء عليهم، حيث طلب من الله سبحانه وتعالى إنقاذه وعائلته، فاستجاب الباري عز وجل لدعائه وأنقذه وعائلته مع تلك الصفوة القليلة التي آمنت به، عدا زوجته العجوز التي لم ترفض فقط التمسّك بالتعليمات التي جاء بها، وإنّما عمدت أحياناً إلى تقديم العون لأعدائه.

وقد عذّب الله قوم لوط بأشدّ العذاب، إذ خسف بهم الأرض ثمّ أمطر عليهم حجارة من سجّيل، ليهلكوا عن آخرهم، وتمحى أجسادهم من الوجود أيضاً.