ثم أخذ الذى أوتى كتابه بشماله يتحسر على تفريطه وغروره ، ويحكى القرآن ذلك فيقول : { مَآ أغنى عَنِّي مَالِيَهْ } أى : هذه الأموال التى كنت أملكها فى الدنيا ، وأتفاخر بها . لم تغن عنى شيئا من عذاب الله ، ولم تنفعنى ولو منفعة قليلة .
فما نافية ، والمفعول محذوف للتعميم ، ويجوز أن تكون استفهامية والمقصود بها التوبيخ .
ثم يتحسر أن لا شيء نافعه مما كان يعتز به أو يجمعه : ( ما أغنى عني ماليه ) . . ( هلك عني سلطانيه ) . . فلا المال أغنى أو نفع . ولا السلطان بقي أو دفع . . والرنة الحزينة الحسيرة المديدة في طرف الفاصلة الساكنة وفي ياء العلة قبلها بعد المد بالألف ، في تحزن وتحسر . . هي جزء من ظلال الموقف الموحية بالحسرة والأسى إيحاء عميقا بليغا . .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الذي أوتي كتابه بشماله: "ما أغْنَى عَنّي ماليَهْ" يعني: أنه لم يدفع عنه مالُه الذي كان يملكه في الدنيا من عذاب الله شيئا...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
في الأصل أن الكفرة كانوا يفتخرون بكثرة أموالهم وأولادهم، فيقولون: {نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين} [سبأ: 35] فيزعمون أن الله تعالى بما آتاهم من الأموال يدفعون عن أنفسهم العذاب بأموالهم، إن حل بهم، فيتبين لهم في ذلك الوقت أنها لا تغني عنهم شيئا، فيقول كل واحد منهم: {ما أغنى عني ماليه}.
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
... لأن رغبته في زينة الدنيا وكثرة المال هو الذي ألهاه عن الآخرة...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{مَآ أغنى} نفي أو استفهام على وجه الإنكار، أي: أيّ شيء أغنى عني ما كان لي من اليسار.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
{ما أغنى} يحتمل أن يريد الاستفهام على معنى التقرير لنفسه والتوبيخ.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
{ما أغنى عني ماليه}... بل خَلَص الأمر إليَّ وحدي، فلا معين لي ولا مجير.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
ثم أخذ يتحسر على ما فرط فيه من الخير في الدنيا بالإِقبال على ما لم يُجْدِه في العالم الأبدي فقال: {ما أغنى عني مَاليَه}، أي يقول ذلك من كان ذا مال وذا سلطان من ذلك الفريق من جميع أهل الإشراك والكفر، فما ظنك بحسرة من اتبعوهم واقتدوا بهم إذا رأوهم كذلك، وفي هذا تعريض بسادة مشركي العرب مثل أبي جهل وأمية بن خلف، قال تعالى: {وذرني والمكذبين أولي النَّعمة} [المزمل: 11]
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.