لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (23)

قوله جل ذكره : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ } .

أكْرَمُ خَلْقِه في وقته كان موسى عليه السلام ، وأخَسُّ خَلْقِه وأذَلُّهمِ في حُكْمِه وأشدُّهم كفراً كان فرعون ؛ فما قال أحدٌ غيره : { مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي } [ القصص : 38 ] .

فَبَعَثَ اللَّهُ - أخصَّ عباده إلى أخسِّ عباده ، فقابله بالتكذيب ، ونَسبَه إلى السِّحر ، وأنبَهُ بكل أنواع التأنيب . ثم لم يُعَجِّلْ اللَّهُ عقوبته ، وأمهله إلى أن أوصل إليه شِقْوَتَه- إنه سبحانه حليمٌ بعباده .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (23)

{ 23 - 46 } { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ } إلى آخر القصة .

أي : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا } إلى جنس هؤلاء المكذبين { مُوسَى } ابن عمران ، { بِآيَاتِنَا } العظيمة ، الدالة دلالة قطعية ، على حقية ما أرسل به ، وبطلان ما عليه من أرسل إليهم من الشرك وما يتبعه . { وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ } أي : حجة بينة ، تتسلط على القلوب فتذعن لها ، كالحية والعصا ونحوهما من الآيات البينات ، التي أيد الله بها موسى ، ومكنه مما دعا إليه من الحق .