الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (23)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ولقد أرسلنا موسى بآيتنا} يعني: اليد والعصا...

{وسلطان مبين} يعني: وحجة بينة.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره مُسَلّيا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، عما كان يلقى من مشركي قومه من قريش، بإعلامه ما لقي موسى ممن أرسل إليه من تكذيب، ومخبره أنه معليه عليهم، وجاعل دائرة السّوْء على من حادّه وشاقّة، كسنته في موسى صلوات الله عليه، إذا أعلاه، وأهلك عدوّه فرعون:"وَلَقَدْ أرْسَلْنَا مُوسَى بآياتِنَا": يعني بأدلته، "وَسُلْطانٍ مُبِينٍ"...

يقول: وحججه المبينة لمن يراها أنها حجة محققة ما يدعو إليه موسى، "إلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذّابٌ "يقول: فقال هؤلاء الذين أرسل إليهم موسى لموسى: هو ساحر يسحر العصا، فيرى الناظر إليها أنها حية تسعى، "كذّاب "يقول: يكذب على الله، ويزعم أنه أرسله إلى الناس رسولاً.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

أكْرَمُ خَلْقِه في وقته كان موسى عليه السلام، وأخَسُّ خَلْقِه وأذَلُّهمِ في حُكْمِه وأشدُّهم كفراً كان فرعون؛ فما قال أحدٌ غيره: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38]. فَبَعَثَ اللَّهُ أخصَّ عباده إلى أخسِّ عباده، فقابله بالتكذيب، ونَسبَه إلى السِّحر، وأنبَهُ بكل أنواع التأنيب، ثم لم يُعَجِّل اللَّهُ عقوبته، وأمهله إلى أن أوصل إليه شِقْوَتَه- إنه سبحانه حليمٌ بعباده...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم ابتدأ تعالى قصة موسى عليه السلام مع فرعون وملئه، وهي قصة فيها للنبي صلى الله عليه وسلم تسلية وأسوة، وفيها لقريش والكفار به وعيد ومثال يخافون منه أن يحل بهم ما حل بأولئك من النقمة، وفيها للمؤمنين وعد ورجاء في النصر والظفر وحمد عاقبة الصبر، وآيات موسى عليه السلام كثيرة عظمها، والذي عرضه 4 على جهة التحدي بالعصا واليد، ووقعت المعارضة في العصا وحدها ثم انفصلت القضية عن إيمان السحرة وغلبة الكافرين. والسلطان: البرهان.

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

قوله تعالى:"ولقد أرسلنا موسى بآياتنا" وهي التسع الآيات المذكورة في قوله تعالى: "ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات "[الإسراء: 101] وقد مضى تعيينها. "وسلطان مبين" أي بحجة واضحة بينة...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان ذلك عجباً لأن البينات تمنع من الكفر، فكان تقدير لمن ينكر الإرسال على هذه الصفة: فلقد أرسلناهم كذلك، وكان موسى عليه السلام من أجل المرسلين آيات، عطف على ذلك تسلية ونذارة لمن أدبر، وإشارة لمن استبصر قوله: {ولقد} ولفت القول إلى مظهر العظمة كما في الآيات التي أظهرها بحضرة هذا الملك المتعاظم من الهول والعظم الذي تصاغرت به نفسه وتحاقرت عنده همته وانطمس حسه، فقال: {أرسلنا} أي على ما لنا من العظمة {موسى بآياتنا} أي الدالة على جلالنا.

{وسلطان} أي أمر قاهر عظيم جداً، لا حيلة لهم في مدافعة شيء منه.

{مبين} أي بين في نفسه مناد لكل من يمكن إطلاعه عليه أنه ظاهر جداً، وذلك الأمر هو الذي كان يمنع فرعون من الوصول إلى أذاه مع ما له من القوة والسلطان...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

هذا ذكر فريق آخر من الأمم لم يشهد العرب آثارهم وهم قوم فرعون أقباطُ مصر، وتقدم نظير هذه الآية في أواخر سورة هود، وتقدم ذكر هامان وهو لقب وزير فرعون في سورة القصص. وفي هذه القصة أنها تزيد على مَا أجمل من قصص أمم أخرى أن فيها عبرتين: عبرةً بكيد المكذبين وعنادهم ثم هلاكهم، وعبرةً بصبر المؤمنين وثباتهم ثم نصرهم، وفي كلتا العبرتين وعيد ووعد...

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

الحق سبحانه يذكر هنا قصة سيدنا موسى عليه السلام لأنها امتازت على قصص الرسل السابقين له، من حيث إنهم جاءوا ليشفوا الناس من بعض الأمراض العقدية، ويخرجوهم من جاهلية افعل ولا تفعل، ويعيدوهم إلى الجادة، أمَّا سيدنا موسى فقد جاء ليجابه رجلاً ادعى الألوهية وتكبَّر وتجبَّر فكانت مهمته أصعب، لذلك كان أكثر الرسل قصصاً في القرآن الكريم.