لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَقَٰرُونَ فَقَالُواْ سَٰحِرٞ كَذَّابٞ} (24)

قوله جل ذكره : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ } .

أكْرَمُ خَلْقِه في وقته كان موسى عليه السلام ، وأخَسُّ خَلْقِه وأذَلُّهمِ في حُكْمِه وأشدُّهم كفراً كان فرعون ؛ فما قال أحدٌ غيره : { مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي } [ القصص : 38 ] .

فَبَعَثَ اللَّهُ - أخصَّ عباده إلى أخسِّ عباده ، فقابله بالتكذيب ، ونَسبَه إلى السِّحر ، وأنبَهُ بكل أنواع التأنيب . ثم لم يُعَجِّلْ اللَّهُ عقوبته ، وأمهله إلى أن أوصل إليه شِقْوَتَه- إنه سبحانه حليمٌ بعباده .