في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنۡ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ} (23)

15

وإذن فالرسول ليس إلا نذيراً . وقدرته البشرية تقف عند هذا الحد . فما هو بمسمع من في القبور . ولا من يعيشون بقلوب ميتة فهم كأهل القبور ! والله وحده هو القادر على إسماع من يشاء ، وفق ما يشاء ، حسبما يشاء . فماذا على الرسول أن يضل من يضل ، ويعرض من يعرض متى أدى الأمانة ، وبلغ الرسالة ، فسمع من شاء الله أن يسمع ، وأعرض من شاء الله أن يعرض ?

ومن قبل قال الله لرسوله [ صلى الله عليه وسلم ] : ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنۡ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ} (23)

ولما كان هذا خاصة الإله ، أشار إلى نفيه عنه مقتصراً على وصف النذارة ، إشارة إلى أن أغلب الخلق موتى القلوب ، فقال مؤكداً للرد على من يظن أن النذير يقدر على هداية أو غيرها إلا بإقداره { إن } أي ما { أنت إلا نذير * } أي تنبه القلوب الميتة بقوارع الإنذار ، ولست بوكيل يقهرهم على الإيمان .