في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

إنما هو مذكر ، فعليه أن يذكر ، وأن يمضي في التذكير ، مهما أعرض المعرضون وكذب المكذبون : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) . . ولا تنفع غيرهم من الجاحدين . والتذكير هو وظيفة الرسل . والهدى والضلال خارجان عن هذه الوظيفة ، والأمر فيهما إلى الله وحده . الذي خلق الناس لأمر يريده .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

وداوِم على التذكير فإن الذِكرى تنفع مَن في قلوبهم استعدادٌ للهداية من المؤمنين .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

{ وذكر } آدم على فعل التذكير والموعظة ولا تدع ذلك فالأمر بالتذكير للدوام عليه والفعل منزل منزلة اللازم ، وجوز أن يكون المفعول محذوفا أي فذكرهم وحذف لظهور الأمر .

{ فإن الذكرى تنفع المؤمنين } أي الذين قدر الله تعالى إيمانهم ، أو المؤمنين بالفعل فإنها تزيدهم بصيرة وقوة اليقين ، وفي البحر يدل ظاهر الآية على الموادعة وهي منسوخة بآية السيف ، وأخرج أبو داود في ناسخه ، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى : { فتول عنهم } الخ ، قال : أمره الله تعالى أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمداً صلى الله عليه وسلم ثم قال سبحانه : { وَذَكر } الخ فنسختها .

وأخرج ابن جرير . وابن أبي حاتم . والبيهقي في الشعب . والضياء في المختارة . وجماعة من طريق مجاهد عن علي كرم الله تعالى وجهه قال : لما نزلت { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ } [ الذاريات : 54 ] لم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة إذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولى عنا فنزلت { وَذَكّرْ فَإِنَّ الذكرى تَنفَعُ المؤمنين } فطابت أنفسنا ، وعن قتادة أنهم ظنوا أن الوحي قد انقطع وأن العذاب قد حضر فأنزل الله تعالى { وَذَكَرَ } الخ .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } والتذكير نوعان : تذكير بما لم يعرف تفصيله ، مما عرف مجمله بالفطر والعقول{[864]}  فإن الله فطر العقول على محبة الخير وإيثاره ، وكراهة الشر والزهد فيه ، وشرعه موافق لذلك ، فكل أمر ونهي من الشرع ، فإنه من التذكير ، وتمام التذكير ، أن يذكر ما في المأمور به ، من الخير والحسن والمصالح ، وما في المنهي عنه ، من المضار .

والنوع الثاني من التذكير : تذكير بما هو{[865]}  معلوم للمؤمنين ، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول ، فيذكرون بذلك ، ويكرر عليهم ليرسخ في أذهانهم ، وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه ، من ذلك ، وليحدث لهم نشاطًا وهمة ، توجب لهم الانتفاع والارتفاع .

وأخبر الله أن الذكرى تنفع المؤمنين ، لأن ما معهم من الإيمان والخشية والإنابة ، واتباع رضوان الله ، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى ، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال تعالى : { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى }

وأما من ليس له معه إيمان ولا استعداد لقبول التذكير ، فهذا لا ينفع تذكيره ، بمنزلة الأرض السبخة ، التي لا يفيدها المطر شيئًا ، وهؤلاء الصنف ، لو جاءتهم كل آية ، لم يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم .


[864]:- كذا في ب، وفي أ: مما عرف بالفطر والعقول مجمله.
[865]:- كذا في ب، وفي أ: ما.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

قوله : { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعظ الناس بالموعظة الحسنة أو يعظهم بالقرآن فإنه خير ذكرى لأولي الأبصار من ذوي الطبائع السليمة والفطر السوية المستقيمة . وهو قوله : { فإن الذكرى تنفع المؤمنين } ذلك أن المؤمنين أجدر الناس بالانتفاع بالتذكير . فما ينبغي بعد ذلك للذين يدعون إلى منهج الله أن يكلوا أو يستيئسوا من دعاء الخير وإنما يجدر بهم أن لا يضنوا بدعوة الناس إلى دين الله بالموعظة الحسنة والأسلوب المحبب الحاني ، والمنطق الحكيم السليم . ولسوف يستجيب لذلك ، أولئك الطيبون الأسوياء من عباد الله .