في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (39)

36

( قل : يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل . فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم . . )

يا قوم اعملوا على طريقكم وعلى حالكم . إني ماض في طريقي لا أميل ولا أخاف ولا أقلق . وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه في الدينا ، ويحل عليه عذاب مقيم في الآخرة . .

لقد قضي الأمر بعد عرض الحقيقة البسيطة التي تنطق بها الفطرة ويشهد بها الوجود . . إن الله هو خالق السماوات والأرض . القاهر فوق السماوات والأرض . وهو صاحب هذه الدعوة التي يحملها الرسل ويتولاها الدعاة . فمن ذا في السماوات والأرض يملك لرسله شيئاً أو لدعاته ? ومن ذا يملك أن يدفع عنهم ضراً أو يمسك عنهم رحمة ? وإذا لم يكن . فماذا يخشون وماذا يرجون عند غير الله ?

ألا لقد وضح الأمر ولقد تعين الطريق ؛ ولم يعد هناك مجال لجدال أو محال !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (39)

مكانتكم : الحال التي أنتم عليها .

ثم أمر رسوله الكريم أن يقول لهم : { قُلْ يا قوم اعملوا على مَكَانَتِكُمْ . . . . }

اعملوا ما تشاؤون وعلى الحال التي تحبون ، إني عاملٌ حسب ما أمرني الله ، ويوم الحساب ترون المحقَّ من المبطِل .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (39)

قوله تعالى : " قل ياقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل " أي على مكانتي أي على جهتي التي تمكنت عندي " فسوف تعلمون " . وقرأ أبو بكر بالجمع " مكاناتكم " . وقد مضى في " الأنعام " {[13313]} .


[13313]:راجع ج 7 ص 89 طبعة أولى أو ثانية.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (39)

قوله : { يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ } المكانة بمعنى المكان ؛ أي اعملوا على حالتكم وطريقتكم التي أنتم عليها من العداوة التي تمكنتم فيها ، أو اعملوا على حسب تمكنكم واستطاعتكم . والأمر ههنا للتهديد والوعيد { إِنِّي عَامِلٌ } أي على طريقتي ومنهجي . وفي ذلك زيادة الوعيد ما لا يخفى ، لما فيه من إشعار بأن حالته تزداد كل يوم قوة ، فالله عز وعلا ناصره ومؤيده . وهو قوله : { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } وهذا يدل على ثقته صلى الله عليه وسلم بربه وان الله ناصره على القوم الكافرين . ويتبين ذلك من قول سبحانه : { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 39 ) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } .