في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

ثم يحكي شكهم في هذا الحشر ، وارتيابهم في هذا الوعد :

( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ? ) . .

وهو سؤال الشاك المستريب . كما أنه سؤال المماحك المتعنت . فإن معرفة موعد هذا الوعد وميقاته لا تقدم ولا تؤخر ؛ ولا علاقة لها بحقيقته ، وهو أنه يوم الجزاء بعد الابتلاء . ويستوي بالقياس إليهم أن يجيء غدا أو أن يجيء بعد ملايين السنين . . فالمهم أنه آت ، وأنهم محشورون فيه ، وأنهم مجازون بما عملوا في الحياة .

ومن ثم لم يطلع الله أحدا من خلقه على موعده ، لأنه لا مصلحة لهم في معرفته ، ولا علاقة لهذا بطبيعة هذا اليوم وحقيقته ، ولا أثر له في التكاليف التي يطالب الناس بها استعدادا لملاقاته ، بل المصلحة والحكمة في إخفاء ميقاته عن الخلق كافة ، واختصاص الله بعلم ذلك الموعد ، دون الخلق جميعا :

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

ومع هذا كله ، يسألون الرسول استهزاء وتهكماً فيقولون : متى يأتينا العذابُ الذي تعدنا به ؟

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

ولكن هذا الوعد بالجزاء ، ينكره هؤلاء المعاندون { وَيَقُولُونَ } تكذيبًا :

{ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } جعلوا علامة صدقهم أن يخبروا{[1183]}  بوقت مجيئه ، وهذا ظلم وعناد .


[1183]:- في ب: أن يخبروهم.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

" ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " أي متى يوم القيامة ومتى هذا العذاب الذي تعدوننا به ، وهذا استهزاء منهم ، وقد تقدم{[15202]} .


[15202]:راجع جـ 8 ص 349.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

ولما كان التقدير : فلقد أبلغ سبحانه في وعظهم بنفسه وعلى لسانك يا أشرف الخلق{[67089]} {[67090]}صلى الله عليه وسلم ، وذلك{[67091]} بما هدى إليه السياق قطعاً ، ذكر حالهم عند ذلك فقال إعلاماً بكثافة طباعهم ، حيث لم تلطف أسرارهم لقبول محبة الله تعالى ، وإثارة{[67092]} الأحوال الحسنة من الصبر المثبت واليقين وحسن الانطباع ، لقبول النصائح والخوف ، وعدم الاعتزاز بأحد غير الله تعالى من جهة نفع أو ضر ، {[67093]}وكذلك{[67094]} لفت القول إلى الإعراض إيذاناً بشديد الغضب منهم{[67095]} : { ويقولون } أي يجددون هذا القول تجديداً مستمراً استهزاء وتكذيباً ، ويجوز أن يكون{[67096]} حالاً من الواو في " بل{[67097]} لجوا " : { متى هذا } وزادوا في الاستهزاء بقولهم { الوعد } وألهبوا وهيجوا إيضاحاً للتكذيب على زعمهم{[67098]} بقولهم : { إن كنتم } جبلة وطبعاً{[67099]} { صادقين * } في أنه لا بد لنا منه ، وأنكم مقربون عند الله ، فلو كان لهم ثبات الصبر واليقين ، لما طاشوا هذا الطيش بإبراز هذا القول القبيح ، الذي ظاهره طلب الإخبار بوقت الأمر المتوعد به ، وباطنه الاستعجال به استهزاء وتكذيباً .


[67089]:- في ظ وم: العباد.
[67090]:-سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67091]:-سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67092]:- من ظ وم، وفي الأصل: إمارة.
[67093]:- من ظ وم، وفي الأصل: فلذلك.
[67094]:- من ظ وم، وفي الأصل: فلذلك.
[67095]:- زيد في الأصل: فقال، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67096]:- زيد في الأصل: ذلك، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67097]:- زيد من ظ وم.
[67098]:- زيد من ظ وم.
[67099]:- زيد في الأصل: خبيثا، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

{ ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين }

{ ويقولون } للمؤمنين { متى هذا الوعد } وعد الحشر { إن كنتم صادقين } فيه .