في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ} (2)

ويشارك في تكوين هذا المشهد ما يذكر عن انتثار الكواكب . بعد تماسكها هذا الذي تجري معه في أفلاكها بسرعات هائلة مرعبة ، وهي ممسكة في داخل مداراتها لا تتعداها ، ولا تهيم على وجهها في هذا الفضاء الذي لا يعلم أحد له نهاية . ولو انتثرت - كما سيقع لها يوم ينتهي أجلها - وأفلتت من ذلك الرباط الوثيق - غير المنظور - الذي يشدها ويحفظها ، لذهبت في الفضاء بددا ، كما تذهب الذرة التي تنفلت من عقالها !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ} (2)

المفردات :

انتثرت : تساقطت متفرّقة .

التفسير :

2- وإذا الكواكب انتثرت .

تناثرت وتساقطت ، وانقطعت الجاذبية بينها ، فانفرط عقدها ، كعقد الجوهر حين يقطع الحبل الذي يربط بين حبّاته فتراه متناثرا .

وقد أقسم الله بمواقع النجوم ، وبين أنه قسم عظيم ، لأن مواقع النجوم في السماء ، وسيرها وظهورها بالليل ، واختفاءها بالنهار ، هذه الحركة البديعة الرشيقة ، المتماسكة المنتظمة ، تراها عند نهاية الدنيا وقد انفرط عقد النجوم ، وتناثرت وفقدت ما بينهما من ترابط .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتۡ} (2)

ولما كان يلزم من انفطارها وهيها وعدم إمساكها لما أثبت بها ليكون ذلك أشد تخويفاً لمن تحتها بأنهم يترقبون كل وقت سقوطها أو سقوط طائفة منها فوقهم فيكونون{[72007]} بحيث لا يقر لهم قرار ، قال-{[72008]} : { وإذا الكواكب } أي النجوم الصغار والكبار كلها الغراء الزاهرة المتوقدة توقد النار المرصعة ترصيع المسامير في الأشياء المتماسكة التي دبر الله في دار الأسباب بها الفصول الأربعة والليل والنهار ، وغير ذلك من المقاصد الكبار ، وكانت محفوظة بانتظام السماء { انتثرت * } أي تساقطت متفرقة كما يتساقط الدر من السلك إذا انقطع تساقطاً كأنه لسرعته لا يحتاج إلى فعل فاعل لقوة تداعيه إلى التساقط .


[72007]:من م، وفي الأصل و ظ: فيكون.
[72008]:زيد من ظ و م.