مرج البحرين : أرسل البحرين العذب والملح .
يلتقيان : يتجاوران وتتماس سطوحهما ، لا فصل بينهما في رأى العين .
لا يبغيان : لا يبغي أحدهما على الآخر ، بالممازجة وإبطال خاصته .
19 ، 20 ، 21- { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ : أرسلهما .
والمعنى : أرسل الله تعالى البحرين – الملح والعذب – وجعلهما يلتقيان في أطرافهما ، كما يلتقي ماء النيل بالبحر الأبيض المتوسط عند دمياط ورشيد ، وهذا الالتقاء والتمازج في الأطراف لم يجعل أحدهما يبغي على الآخر ، فيفقده خاصته ، لأنه تعالى جعل بينهما حاجزا يمنع التمازج الكلّي بينهما .
قال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا } . ( الفرقان : 53 ) .
أما التقاؤهما فيكون عند مصابِّ الأنهار في البحار ، وأمَّا البرزخ الذي بينهما فهو القدرة الإلهية التي منعت أن يبغي الماء الملح على العذب فيحوله إلى ملح ، أو أن يبغي العذب على الملح فيحوله إلى عذب ، فبقي كلاهما يؤدي وظيفته التي خُلق لها .
والمراد بالبحرين : الملح والحلو ، فالملح هذه البحار ، والحلو هذه الأنهار السارحة بين الناس ، وجعل الله بينهما برزخا ، وهو الحاجز من الأرض ، لئلا يبغي هذا على هذا ، فيفسد كل واحد منهما الآخر .
فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ .
بأيّ نعم الله تعالى المذكورة في تيسير الماء العذب من الأنهار ، وتيسير الماء الملح من البحار ، ولكل منهما منافع متعددة لكم ، بأيها تكذبان يا معشر الجن والإنس ؟ ونقول نحن : لا بشيء من نعمك ربنا نكذب ، فلك الحمد .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{فبأي آلاء ربكما} يعني فبأي نعماء ربكما {تكذبان} أنها ليست من الله تعالى...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: فبأيّ نعم الله ربكما معشر الجنّ والإنس تكذّبان من هذه النعم التي أنعم عليكم من مَرْجه البحرين، حتى جعل لكم بذلك حلية تلبسونها كذلك.
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني 1250 هـ :
{فبأي ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} فإن هذه الآية وأمثالها لا يتيسر تكذيبها بحال...
تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :
{فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا} من عدم اختلاطهما وإِغراق ما بينهما من الأَرض ومن السفر في كل منهما على حدة ومن إبطال المالح حلاوة العذب ومن الاصطياد في كل منهما لما فيه من سمك وجواه...
محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :
{فبأي آلاء ربكما تكذبان} أي مما في البحرين وخلقهما من الفوائد...
تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :
{فبأي آلاء ربكما تكذبان} أي فبأي هذه المنافع تكذبان؟ إذ لو بغى الملح على العذب لم نجد ماء للشرب ولا لسقي الحيوان والنبات ولم نجد ما نقتات به فنهلك جوعا، ولو بغى العذب على الملح لم نجد ما يصلح الهواء ويمنع عاديات الجراثيم التي فيه.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.