نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (21)

ولما كان هذا أمراً باهراً دالاً دلالة ظاهرة على تمام قدرته لا سيما على الآخرة ، قال مسبباً عنه : { فبأيَّ آلاء ربكما } أي الموجد لكما والمربي { تكذبان * } أي بنعمة الإبصار من جهة اليسار أو غيره ، فهلا اعتبرتم بهذه الأصول من أنواع الموجودات فصدقتم بالآخرة لعلمكم بهذه البرازخ أن موتتكم هذه برزخ وفصل بين الدنيا والآخرة كالعشاء بين الليل والنهار ، ولو استقرأتم{[61876]} ذلك في آيات السماوات والأرض وجدتموه شائعاً في جميع الأكوان .


[61876]:- من ظ، وفي الأصل: استقراتكم