في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{سَأُصۡلِيهِ سَقَرَ} (26)

11

فإذا انتهى عرض هذه اللمحات الحية الشاخصة لهذا المخلوق المضحك ، عقب عليها بالوعيد المفزع :

( سأصليه سقر ) . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{سَأُصۡلِيهِ سَقَرَ} (26)

11

المفردات :

عليها تسعة عشر : يتولى أمر النار ، ويلي تعذيب أهلها تسعة عشر ملكا ، أو صفّا ، أو صنفا .

التفسير :

26 ، 27 ، 28 ، 29 ، 30- سأصليه سقر* وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر* لوّاحة للبشر* عليها تسعة عشر .

أي : سأدخله جهنم ، وسأغمره فيها من جميع جهاته .

وسقر من أسماء النار ، وإنما سميت جهنم سقر من : سقرته الشمس ، إذا أذابته ولوّحته ، وأحرقت جلد وجهه .

وما أدراك ما سقر .

أي شيء أعلمك ما سقر ، والمراد : تعظيم هولها وآلامها ، ومما يصيب الكافرين من ألوان عذابها .

لا تبقي ولا تذر .

لا تترك في الكافرين عظما ولا لحما ، ولا دما ولا شيئا إلا أهلكته ، فهي تبلع بلعا ، وتمحو محوا ، ولا يقف لها شيء ، ولا يبقى وراءها شيء ، ولا يفضل منها شيء ، ثم يعاد أهلها خلقا جديدا ، فلا تتركهم بل تعاود إحراقهم بأشد مما كانت .

قال تعالى : كلما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب . . . ( النساء : 56 ) .

وتبرز جهنم لأهلها لترهبهم بعذابها ، قال تعالى : وبرّزت الجحيم للغاوين . ( الشعراء : 91 ) .

لوّاحة للبشر .

تلفح الجلد لفحة فتدعه أسود من الليل ، وتنزل الآلام بالجلود ، ويبدّل الله الجلود ليذوق أهلها العذاب .

عليها تسعة عشر .

يحرس جهنم زبانية أشداء أقوياء ، عددهم تسعة عشر ملكا ، أو صفّا أو صنفا ، والجمهور على أن المراد بهم النقباء ، فمعنى كونهم عليها : أنهم يتلون أمرها وتعذيب أهلها ، وإليهم رئاسة زبانيتها ، وأما جملتهم فالعبادة تعجز عنها ، كما قال تعالى : وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر . ( المدثر : 31 ) .

وفي الصحيح عن عبد اله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرّونها )iv .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{سَأُصۡلِيهِ سَقَرَ} (26)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

سأورده بابا من أبواب جهنم اسمه سقر.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فالسقر لون من العذاب...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

فيه وجهان:

أحدهما: أنه اسم من أسماء جهنم مأخوذ من قولهم: سقرته الشمس إذا آلمت دماغه، فسميت جهنم بذلك لشدة إيلامها.

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

أي سأدخله سقر كي يصلى حرها، وإنما سميت سقر من سقرته الشمس: إذا أذابته ولوحته، وأحرقت جلدة وجهه.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما انقضى بيان عناده، فحصل التشوف لتفصيل جزائه في معاده، قال مبيناً لبعض ما أفهمه إرهاقه الصعود: {سأصليه} أي بوعيد لا بد منه عن قرب {سقر} أي الدركة النارية التي تفعل في الأدمغة من شدة حموها ما يجل عن الوصف، فأدخله إياها وألوّحه في الشدائد حرها وأذيب دماغه بها، وأسيل ذهنه وكل عصاراته بشديد حرها جزاء على تفكيره، هذا الذي قدره وتخيله وصوره بإدارته في طبقات دماغه ليحرق أكباد أولياء الله وأصفيائه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الإِصلاء: جعل الشيء صالياً، أي مباشراً حرَّ النار. وفعل صَلِيَ يطلق على إحساس حرارة النار،

ويطلق على الاحتراق بالنار قال تعالى: {سَيصلَى ناراً ذات لهب} في سورة أبي لهب (3) وقال: {فأنذرتكم ناراً تلظَّى لا يصلاَها إلاّ الأشقى} في سورة الليل (14، 15)، وقال: وسيَصلون سعيراً في سورة النساء (10)، والأكثر إذا ذكر لفعل هذه المادة مفعول ثان من أسماء النار أن يكون الفعل بمعنى الإِحراق كقوله تعالى: {فسوف نُصليه ناراً} في سورة النساءِ (30). ومنه قوله هنا سأُصليه سقر.

وسقر: علَم لطبقة من جهنم، عن ابن عباس: أنه الطبق السّادس من جهنم. وجرى كلام جمهور المفسرين بما يقتضي أنهم يفسّرون سقر بما يرادف جهنم.

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{سَأُصۡلِيهِ سَقَرَ} (26)

أي سأدخله سقر كي يصلى حرها . وإنما سميت سقر من سقرته الشمس : إذا أذابته ولوحته ، وأحرقت جلدة وجهه . ولا ينصرف للتعريف والتأنيث . قال ابن عباس : هي الطبق السادس من جهنم . وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ سأل موسى ربه فقال : أي رب ، أي عبادك أفقر ؟ قال صاحب سقر ] ذكره الثعلبي .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{سَأُصۡلِيهِ سَقَرَ} (26)

ولما انقضى بيان عناده فحصل التشوف لتفصيل جزائه في{[69830]} معاده ، قال مبيناً لبعض{[69831]} ما أفهمه إرهاقه الصعود : { سأصليه } أي بوعيد لا بد منه عن{[69832]} قرب { سقر * } أي الدركة النارية التي تفعل في الأدمغة من شدة حموها ما يجل عن الوصف ، فأدخله إياها وألوّحه في الشدائد حرها وأذيب دماغه بها ، وأسيل ذهنه وكل عصاراته{[69833]} بشديد حرها جزاء على تفكيره ، هذا الذي قدره وتخيله وصوره بإدارته{[69834]} في طبقات دماغه ليحرق أكباد{[69835]} أولياء الله وأصفيائه{[69836]} .


[69830]:من م، وفي الأصل و ظ: من.
[69831]:من ظ و م، وفي الأصل: لتقص.
[69832]:من ظ و م، وفي الأصل: من.
[69833]:من م، وفي الأصل و ظ: عصارته.
[69834]:من ظ و م، وفي الأصل: بإداراته.
[69835]:في ظ و م: أصفياء الله وأولياؤه.
[69836]:في ظ و م: أصفياء الله وأولياؤه.