في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ} (39)

وعلى مشهد النفوس الرهينة بما كسبت ، المقيدة بما فعلت ، يعلن إطلاق أصحاب اليمين من العقال ، وإرسالهم من القيد ، وتخويلهم حق سؤال المجرمين عما انتهى بهم إلى هذا المصير :

( إلا أصحاب اليمين ، في جنات يتساءلون عن المجرمين : ما سلككم في سقر ? قالوا : لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ، وكنا نكذب بيوم الدين ، حتى أتانا اليقين ) . .

وانطلاق أصحاب اليمين وانفلاتهم من الرهن والقيد موكول إلى فضل الله الذي يبارك حسناتهم ويضاعفها . وإعلان ذلك في هذا الموقف وعرضه يلمس القلوب لمسة مؤثرة . يلمس قلوب المجرمين المكذبين ، وهم يرون أنفسهم في هذا الموقف المهين ، الذي يعترفون فيه فيطيلون الاعتراف ،

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ} (39)

38

39- إلا أصحاب اليمين .

وهم المسلمون المخلصون . أي : لكن أصحاب اليمين غير مرتهنين ، فقد فكوا رقابهم بصالح أعمالهم ، وتفضل الله عليهم فضاعف حسناتهم ، وضاعف ثوابهم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ} (39)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم استثنى، فقال: {إلا أصحاب اليمين} الذي أعطوا كتبهم بأيمانهم ولا يرتهنون بذنوبهم في النار.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: كلّ نفس مأمورة منهية بما عملت من معصية الله في الدنيا، رهينة في جهنم" إلاّ أصحَابَ اليَمِينِ "فإنهم غير مرتهنين، ولكنهم فِي "جَنّاتٍ يَتَساءَلُونَ عن المجرمين"...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{إلا أصحاب اليمين} {في جنات يتساءلون} أصحاب اليمين، هم الذين وصفهم الله تعالى في موضع آخر، في كتابه، وهو قوله عز وجل: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} [الحاقة: 19، والانشقاق: 7] فاستثنى أصحاب اليمين من جملة المرتهنين لأنه ذكر الرّهون بلفظ يعبر بها عن الجمع، وهو قوله تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة} فاستقام استثناء الجماعة من تلك الجملة أي أصحاب اليمين قد سبقت منهم الأعمال التي يستوجبون بها الإطلاق من الحبس، لأن المجرمين صاروا مرهونين بإجرامهم، وأصحاب اليمين قد اكتسبوا الخيرات، وعملوا الصالحات.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

والاستثناء منقطع، لان أصحاب اليمين ليسوا من الضلال الذين هم رهن بما كسبوه، وتقديره: لكن أصحاب اليمين.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وعلى مشهد النفوس الرهينة بما كسبت، المقيدة بما فعلت، يعلن إطلاق أصحاب اليمين من العقال، وإرسالهم من القيد، وتخويلهم حق سؤال المجرمين عما انتهى بهم إلى هذا المصير:

(إلا أصحاب اليمين، في جنات يتساءلون عن المجرمين: ما سلككم في سقر؟ قالوا: لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين، حتى أتانا اليقين)..

وانطلاق أصحاب اليمين وانفلاتهم من الرهن والقيد موكول إلى فضل الله الذي يبارك حسناتهم ويضاعفها. وإعلان ذلك في هذا الموقف وعرضه يلمس القلوب لمسة مؤثرة. يلمس قلوب المجرمين المكذبين، وهم يرون أنفسهم في هذا الموقف المهين، الذي يعترفون فيه فيطيلون الاعتراف.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {أصحاب اليمين}: هم أهل الخير جعلت علاماتهم في الحشر بجهات اليمين في مناولة الصحف وفي موقف الحساب وغير ذلك. فاليمين هو جهة أهل الكرامة في الاعتبار كجهة يمين العرش أو يمين مَكان القُدُس يوم الحشر لا يحيط بها وصفنا وجعلت علامة أهل الشر الشمال في تناول صحف أعمالهم وفي مواقفهم وغير ذلك.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ} (39)

{ إلا أصحاب اليمين } يعني أهل الجنة فهم لا يرتهنون بذنوبهم ولكن الله يغفرها لهم وقيل أصحاب اليمين ها هنا أطفال المسلمين

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ} (39)

" إلا أصحاب اليمين " فإنهم لا يرتهنون بذنوبهم . واختلف في تعيينهم ، فقال ابن عباس : الملائكة . علي بن أبي طالب : أولاد المسلمين لم يكتسبوا فيرتهنوا بكسبهم . الضحاك : الذين سبقت لهم من الله الحسنى ، ونحوه عن ابن جريج ، قال : كل نفس بعملها محاسبة " إلا أصحاب اليمين " وهم أهل الجنة ، فإنهم لا يحاسبون . وكذا قال مقاتل أيضا : هم أصحاب الجنة الذين كانوا عن يمين آدم يوم الميثاق حين قال الله لهم : هؤلاء في الجنة ولا أبالي . وقال الحسن وابن كيسان : هم المسلمون المخلصون ليسوا بمرتهنين ؛ لأنهم أدوا ما كان عليهم . وعن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : هم المسلمون . وقيل : إلا أصحاب الحق وأهل الإيمان . وقيل : هم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم . وقال أبو جعفر الباقر : نحن وشيعتنا أصحاب اليمين ، وكل من أبغضنا أهل البيت فهم المرتهنون . وقال الحكم : هم الذين اختارهم الله لخدمته ، فلم يدخلوا في الرهن ، لأنهم خدام الله وصفوته وكسبهم لم يضرهم . وقال القاسم : كل نفس مأخوذة بكسبها من خير أو شر ، إلا من اعتمد على الفضل والرحمة ، دون الكسب والخدمة ، فكل من اعتمد على الكسب فهو مرهون ، وكل من اعتمد على الفضل فهو غير مأخوذ به .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ} (39)

ولما كان الرهن تارة يفك وتارة يغلق ، وكان أكثر الخلق هالكاً ، جعل رهينة بمعنى هالكة ، ثم استثنى الممدوح فقال : { إلا أصحاب اليمين * } أي الذين تقدم وصفهم وهم الذين تحيزوا إلى الله فائتمروا{[69944]} بأوامره وانتهوا{[69945]} بنواهيه ، فإنهم لا يرتهنون بأعمالهم ، بل يرحمهم الله فيقبل حسناتهم ويتجاوز عن سيئاتهم .


[69944]:من ظ و م، وفي الأصل: يأتمرون.
[69945]:من ظ و م، وفي الأصل: ينتهون.