في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (23)

21

وبعد هذه الإشارة الكلية المجملة يبدأ في عرض نموذج من نماذج الذين كانوا من قبلهم ، وكانوا أشد منهم قوة وآثاراً في الأرض . فأخذهم الله بذنوبهم . وهم فرعون وقارون وهامان . ومن معهم من المتجبرين الطغاة .

وتنقسم هذه الحلقة من قصة موسى - عليه السلام - إلى مواقف ومناظر ، تبدأ من موقف عرض الرسالة على فرعون وملئه . وتنتهي هنالك في الآخرة ، وهم يتحاجون في النار . وهي رحلة مديدة . ولكن السياق يختار " لقطات " معينة من هذه الرحلة ، هي التي تؤدي الغرض من هذه الحلقة في هذه السورة بالذات :

( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين ، إلى فرعون وهامان وقارون ، فقالوا : ساحر كذاب ) . .

هذا هو موقف اللقاء الأول . موسى ومعه آيات الله ، ومعه الهيبة المستمدة من الحق الذي بيده . وفرعون وهامان وقارون . ومعهم باطلهم الزائف وقوتهم الظاهرة ومركزهم الذي يخافون عليه من مواجهة الحق ذي السلطان . . عندئذ لجأوا إلى الجدال بالباطل ليدحضوا به الحق : ( فقالوا : ساحر كذاب ) . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (23)

قصة موسى عليه السلام

{ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين 23 إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب 24 فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال 25 وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد26 وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب 27 وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب 28 } .

المفردات :

بآياتنا : جمع آية : وهي المعجزات .

وسلطان : حجة وبرهان .

مبين : ظاهر واضح ، والعطف بين الآيات والسلطان لتغاير الوصفين ، أي : أعطينا موسى المعجزات زائدا عليها المهابة والجلال والرعاية الإلهية .

23

التفسير :

23- { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين } .

من شأن القرآن أن ينوِّع في أساليب دعوته إلى الحق والإيمان ، وهنا يذكر جانيا من قصة موسى عليه السلام ، حيث أرسله الله إلى فرعون رسولا ، وأعطى موسى الوحي والتوراة والمعجزات ، كما أعطاه الله المهابة والمحبة ، وحفظه من القتل ، وتعهد سبحانه بحفظه ، وقد حكى القرآن تخوُّف موسى وهارون من فرعون في قوله تعالى : { قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى * قالا لا تخافا إني معكما أسمع وأرى } ( طه : 45 ، 46 ) .

وقال سبحانه : { وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني } . ( طه : 39 ) .

ولعل السلطان المبين هو الحجة الواضحة ، كما يمكن أن يكون إشارة إلى ما منح الله موسى من المحبة والمهابة ، حتى لا يجرؤ فرعون على قتله .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (23)

سلطان مبين : حجة واضحة .

لقد تقدمتْ قصةُ موسى أكثر من مرة ، ذُكر هامان وقارون كل منهما ست مرات ، وهذه آخر سورة يُذكران فيها . والجديد في قصة موسى هنا هو ذِكر الرجل المؤمن من آل فرعون .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (23)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (23)

ولما كان ذلك عجباً لأن البينات تمنع من الكفر ، فكان تقدير لمن ينكر الإرسال على هذه الصفة : فلقد أرسلناهم كذلك ، وكان موسى عليه السلام من أجل المرسلين آيات ، عطف على ذلك تسلية ونذارة لمن أدبر ، وإشارة لمن استبصر قوله : { ولقد } ولفت القول إلى مظهر العظمة كما في الآيات التي أظهرها بحضرة هذا الملك المتعاظم من الهول والعظم الذي تصاغرت به نفسه وتحاقرت عنده همته وانطمس حسه ، فقال : { أرسلنا } أي على ما لنا من العظمة { موسى بآياتنا } أي الدالة على جلالنا { وسلطان } أي أمر قاهر عظيم جداً ، لا حيلة لهم في مدافعة شيء منه { مبين * } أي بين في نفسه مناد لكل من يمكن إطلاعه عليه أنه ظاهر جداً ، وذلك الأمر هو الذي كان يمنع فرعون من الوصول إلى أذاه مع ما له من القوة والسلطان