في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (30)

( قالوا : كذلك قال ربك ، إنه هو الحكيم العليم ) . .

وكل شيء يكون إذا قيل له : كن . وقد قال الله . فماذا بعد قوله ? إن الألفة والعادة تقيدان الإدراك البشري ، وتحدان من تصوراته . فيدهش إذ يرى ما يخالف المألوف له ؛ ويعجب كيف يكون ؛ وقد يتبجح فينكر أن يكون ! والمشيئة المطلقة ماضية في طريقها لا تتقيد بمألوف البشر الصغير المحدود ؛ تبدع ما تشاء ، بغير ما حدود أو قيود !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (30)

24

التفسير :

30- { قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم } .

استكثرت الزوجة أن تلد في هذه السن الكبيرة ، وكانت قد تجاوزت ثمانين عاما ، ولم تكن تلد في صباها وشبابها ، وقالت : أنا عجوز طاعنة في السن ، وعقيم لم ألد في شبابي ، فكيف ألد في هذه السن ؟ فكأنها قالت : ليتكم دعوتم دعاء قريبا من الإجابة ، ظنا منها أن ذلك صدر منهم كما يصدر من الضيف من الدعوات الطيبات ، كما يقول الداعي : أعطاك الله مالا ، ورزقك ولدا .

فردوا عليها بأن هذا ليس دعاء ، ولا خبرا عن أنفسهم ، بل هو أمر الله الذي بيده الخلق والأمر ، وليس هناك من أمر عجيب على قدرته ، فقد خلق آدم من تراب ، وخلق حواء من آدم ، وهو سبحانه الذي رفع السماء بلا عمد ، وبسط الأرض على الماء فجمد ، وقسم الأرزاق فلم ينس أحدا ، وهو سبحانه إذا أراد أمرا هيأ له الأسباب ، ثم قال له كن فيكون ، وهو سبحانه قادر على كل شيء ، وهو على كل شيء قدير .

قال تعالى : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون * فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون } . ( يس : 82 ، 83 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (30)

كذلك قضى ربك بحكمتِه ، إنه هو الحكيم في كل ما يقضي ، العليم الذي لا يخفى عليه شيء .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (30)

قوله تعالى : { قالوا كذلك قال ربك } أي : كما قلنا لك قال ربك : إنك ستلدين غلاماً . { إنه هو الحكيم العليم }

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (30)

{ قالوا كذلك } كما أخبرناك { قال ربك } أي نخبرك عن الله لا عن أنفسنا { إنه هو الحكيم العليم } يقدر أن يجعل العقيم ولودا فلما قالوا ذلك علم إبراهيم أنهم رسل وأنهم ملائكة صلوات الله عليهم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (30)

" قالوا كذلك " أي كما قلنا لك وأخبرناك " قال ربك " فلا تشكي فيه ، وكان بين البشارة والولادة سنة وقد مضى هذا . " إنه هو الحكيم العليم " حكيم فيما يفعله عليم بمصالح خلقه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (30)

ولما كان في-{[61387]} هذا أشد تشوف إلى الجواب ، استأنف تعالى الجواب بقوله : { قالوا كذلك } أي مثل ما قلناه من هذه البشرى العظيمة { قال ربك } أي المحسن إليك بتأهيلك لذلك على ما ذكرت من حالك وبتأهيلك من قبل الاتصال بخليله صلى الله عليه وسلم . ولما كان محط تعجبها أن ذلك كان بأيام شبابها أولى ، عللوا إخبارهم تأكيداً له مؤكدين لأن قولها وفعلها فعل المنكر وإن كانت ما أرادت به إلا الاستثبات : { إنه هو } أي وحده { العليم } الذي يضع الأشياء في أحق مواضعها فرتب عظمة هذا المولود على كل من عقمك وعجزك ؛ ثم عللوا ذلك بقولهم : { الحكيم * } أي المحيط العلم فهو كذلك لا يعجزه شيء لما تقدم من البرهان في سورة طه أن إحاطة العلم مستلزم شمول القدرة .


[61387]:زيد من مد.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (30)

{ قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ( 30 ) }

قالت لها ملائكة الله : هكذا قال ربك كما أخبرناك ، وهو القادر على ذلك ، فلا عجب من قدرته . إنه سبحانه وتعالى هو الحكيم الذي يضع الأشياء مواضعها ، العليم بمصالح عباده .

الجزء السابع والعشرون :

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (30)

قوله : { قالوا كذلك قال ربك } الكاف في قوله { كذلك } صفة لمصدر محذوف ، وتقديره : قال ربك قولا كذلك . أي مثل ذلك{[4338]} يعني : كما أخبرناك وقلنا لك { قال ربك إنه هو الحكيم العليم } الله حكيم في تدبير خلقه ، عليم بما ينفعهم ويصلحهم{[4339]} .


[4338]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 392.
[4339]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 236 وتفسير الطبري جـ 27 ص 2 وتفسير الرازي جـ 28 ص 213.