فأجابوها بأن ذلك من الله تعالى ، وأن هذا ليس بدعاء ، وإنما هو قول الله { كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ } ثم دفعوا استبعادها بقولهم : { إِنَّهُ هُوَ الحكيم العليم } .
قوله : «كَذَلِك » منصوب على المصدر ب «قَالَ »{[52867]} الثانية أي مثلُ ذلك القول الذي أخبرناكِ{[52868]} به قال ربُّك ، أي إنه من جهة الله فلا تعجبي منه .
قال ابن الخطيب : وقال ههنا : الحكيم العليم وفي سورة ( هود ) {[52869]} : إنَّهُ حَميدٌ مجيدٌ ؛ لأن الحكاية في هود أبسطُ فذكروا ما يدفع استبعادها{[52870]} بقولهم : { أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله } ، ثم أرشدوها إلى القيام بشكر نعم الله بقولهم : «حَمِيدٌ » فإن الحميد هو الذي يفعل الأفعال الحسنة ، والمجيد إشارة إلى أنه لا يحمد لفعله وإنما يحمد لذاته .
وههنا لما لم يقولوا : أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله أَشَارُوا إلى ما يدفع تعجبها بقولهم : «حكيم عليم » . فالحميد يتعلق بالفعل ، والمجيد يتعلق بالذات ، وكذلك الحكيم هو الذي فعله قاصداً إليه ، فإن من يتقلب في النوم{[52871]} على حية فماتت لا يعد حكيماً ، وأما إذا قصد قتلها بحيث يسلم من نهشها ، يقال : إنه حكيم والعليم صفة راجعة إلى الذات ، فقدم وصف الفعل وارتقى درجة إلى وصف الذات إشارة إلى أنه يستحق الحمد وإن لم يفعل فعلاً{[52872]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.