في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمۡ تَسۡـَٔلُهُمۡ أَجۡرٗا فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ} (40)

وهم كانوا يستثقلون دعوة النبي لهم إلى الهدى ؛ وهو يقدمه لهم خالصا بريئا ، لا يطلب عليه أجرا ، ولا يفرض عليهم إتاوة . وأيسر ما يقتضيه هذا العرض البريء أن يستقبل صاحبه بالحسنى ، وأن يرد بالحسنى إذا لم يقبلوا ما يقدمه لهم ويعرضه عليهم . وهو هنا يستنكر مسلكهم الذي لا داعي له يقول :

( أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون ? ) . .

أي مثقلون من الغرم الذي تكلفهم إياه في صورة الأجر على ما تقول ! فإذا كان الواقع أن لا أجر ولا غرامة . فكم يبدوا عملهم مسترذلا قبيحا ، يخجلون منه حين يواجهون به ?

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَمۡ تَسۡـَٔلُهُمۡ أَجۡرٗا فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ} (40)

35

المفردات :

مغرم : التزام غرامة تطلبها منهم .

مثقلون : محمّلون ما يثقلهم ويجهدهم .

التفسير :

40- { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ } .

لقد أدّى جميع الرّسل رسالات السماء تطوعا دون أجر ، أو تقاضي أموال من المرسل إليهم .

وكان محمد صلى الله عليه وسلم مشهورا بأنه الصادق الأمين ، وكان حريصا على هدايتهم ، ومع هذا أعرضوا عن الهداية التي قدّمها الرسول صلى الله عليه وسلم لهم .

وهنا يتساءل القرآن : هل أنت يا محمد تطلب منهم أجرا وأموالا كثيرة على تبليغ الرسالة ، أو دخولهم في الإسلام ، فهم مشفقون من التزام غرامة ثقيلة تطلبها منهم على الهداية ؟

الواقع أنك لا تطلب منهم أجرا كبيرا ولا قليلا ، فلماذا يفرّون من الهدى ، وفيه صلاحهم وهو بين أيديهم ؟

وقريب من هذه الآية قوله تعالى على لسان نوح عليه السلام : { ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله . . } . ( هود : 29 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{أَمۡ تَسۡـَٔلُهُمۡ أَجۡرٗا فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ} (40)

من مَغرم مثقلون : من غرامة ثقيلة عليهم .

هل طلبَ منهم أجرة باهظة تُثقل كواهلهم { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } ؟

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ تَسۡـَٔلُهُمۡ أَجۡرٗا فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ} (40)

{ أَمْ تَسْأَلُهُمْ } يا أيها الرسول { أَجْرًا } على تبليغ الرسالة ، { فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ } ليس الأمر كذلك ، بل أنت الحريص على تعليمهم ، تبرعا من غير شيء ، بل تبذل لهم الأموال الجزيلة ، على قبول رسالتك ، والاستجابة [ لأمرك

و ] دعوتك ، وتعطي المؤلفة قلوبهم [ ليتمكن العلم والإيمان من قلوبهم ] .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَمۡ تَسۡـَٔلُهُمۡ أَجۡرٗا فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ} (40)

{ أم تسألهم أجرا } على ما جئتهم به { فهم من مغرم } غرم { مثقلون } مجهودون والمعنى ان الحجة واجبة عليهم من كل جهة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ تَسۡـَٔلُهُمۡ أَجۡرٗا فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ} (40)

" أم تسألهم أجرا " أي على تبليغ الرسالة . " فهم من مغرم مثقلون " أي فهم من المغرم الذي تطلبهم به " مثقلون " مجهدون لما كلفتهم به .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَمۡ تَسۡـَٔلُهُمۡ أَجۡرٗا فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ} (40)

{ أم تسألهم أجرَا فهم من مغرم مثقلون } معناه : أتسألهم على الإسلام أجرة فيثقل عليهم غرمها فيشق عليهم اتباعك .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَمۡ تَسۡـَٔلُهُمۡ أَجۡرٗا فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ} (40)

ولما كان المكذب بشيء قد يكون معترفاً بأنه من عند إلهه ، وأن إلهه متصف بجميع {[61614]}صفات الكمال{[61615]} فلا شريك له ، وإنما تكذيبه لقادح لا يقدر عليه ، وكرب رمى بجميع{[61616]} أنكاده إليه ، أعرض عنهم التفاتاً إلى الأسلوب الأول فقال مخاطباً له صلى الله عليه وسلم تنويهاً بذكره ورفعاً لعظيم قدره وتسلية لما يعلم من نفسه الشريفة البراءة منه : { أم تسألهم } أي أيها الطاهر الشيم البعيد عن مواضع التهم{[61617]} { أجراً } على إبلاغ ما أتيتهم به { فهم من مغرم } ولو قل ، والمغرم : التزام{[61618]} ما لا يجب { مثقلون * } أي حمل عليهم حامل بذلك ثقلاً فهم لذلك يكذبون من كان سبباً في هذا الثقل بغير مستند ليستريحوا مما جره لهم من الثقل .


[61614]:- من مد، وفي الأصل: أنواع الكلام.
[61615]:- من مد، وفي الأصل: بعظيم.
[61616]:- من مد، وفي الأصل: بعظيم.
[61617]:- من مد: مواقع.
[61618]:- من مد، وفي الأصل: إلزام.