يقسم بالسماء المنسقة المحبوكة على أنهم في قول مختلف ، مضطرب لا قوام له ولا قرار ، ولا ثبات له ولا استقرار ، يصرف عنه من صرف ويبقى عليه من بقي ، فلا استقرار عليه ولا توافق ولا ثبات . بل الحيرة دائمة والقلق لا يزال . وكذلك الباطل دائما أرض مرجرجة مهتزة ؛ وتيه لا معالم فيه ولا نور ؛ وهو يتأرجح ولا يفيء إلى أصل ثابت ، ولا ميزان دقيق . ولا يجتمع عليه أهله إلا لينصرفوا ويتفرقوا بعد حين ؛ ويدب الخلاف بينهم والشقاق . .
ويتضح اضطرابهم واختلافهم وما هم فيه من الأمر المريج : حين يعرض في ظل السماء ذات الحبك المنسقة التركيب .
مختلف : متناقض مضطرب في شأن الله ، فبينما تقولون : إنه خالق السماوات ، تقولون بصحة عبادة الأوثان معه ، وفي شأن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فتارة تقولون : إنه مجنون ، وتارة تقولون : إنه ساحر .
إنكم معشر المشركين في قول مختلف مضطرب ، لا يلتئم ولا يجتمع ، حينا تقولون : محمد شاعر ، وحينا تقولون : هو كاهن ، وحينا ثالثا تقولون : هو مجنون ، وحينا رابعا تقولون : هو كذاب ، وحينا خامسا تقولون : متقول ينقل أساطير الأولين ، وينسبها إلى الله ادعاء ، وتقولون عن القرآن : إنه سحر ، ثم تقولون : هو شعر ، ثم تقولون : هو كهانة ، وهو دليل حيرتكم واضطرابكم وانتقالكم من رأي إلى آخر بدون تثبت واستقرار .
انظر إلى قوله تعالى : { بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا كما أرسل الأولون } . ( الأنبياء : 5 ) .
فهم حيارى يبحثون عن أي عيب ليلصقوه بالقرآن ، أو برسول الله صلى الله عليه وسلم .
قوله تعالى : " إنكم لفي قول مختلف " هذا جواب القسم الذي هو " والسماء " أي إنكم يا أهل مكة " في قول مختلف " في محمد والقرآن فمن مصدق ومكذب . وقيل : نزلت في المقتسمين . وقيل : اختلافهم قولهم ساحر بل شاعر بل افتراه بل هو مجنون بل هو كاهن بل هو أساطير الأولين . وقيل : اختلافهم أن منهم من نفى الحشر ومنهم من شك فيه . وقيل : المراد عبدة الأوثان والأصنام يقرون بأن الله خالقهم ويعبدون غيره .
قوله : { إنكم لفي قول مختلف } وهذا جواب القسم . وهو أنكم { لفي قول مختلف } أي إنكم أيها الناس لفي قول مضطرب مختلف في رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أنزل إليه من الحق . فأنتم بين مصدق ومكذب . وقيل : اختلفوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقوال . فقد قيل : إنه شاعر . وقيل : إنه ساحر وقيل : إنه كاهن . وقيل : إنه مجنون . وقيل : بل افتراه بل هو أساطير الأولين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.