في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا حَبّٗا} (27)

وسواء كان هذا أم ذاك أم سواهما هو الذي حدث ، وهو الذي تشير إليه الآيتان السابقتان فقد كانت المرحلة الثالثة في القصة هي النبات بكل صنوفه وأنواعه . التي يذكر منها هنا أقربها للمخاطبين ، وأعمها في طعام الناس والحيوان :

( فأنبتنا فيها حبا ) . . وهو يشمل جميع الحبوب . ما يأكله الناس في أية صورة من صوره ، وما يتغذى به الحيوان في كل حالة من حالاته .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا حَبّٗا} (27)

24

المفردات :

قضبا : علفا رطبا للدواب كالبراسيم ، وسمّي قضبا لأنه يقضب ، أي يقطع مرة بعد أخرى .

غلبا : واحدها غلباء ، أي ضخمة عظيمة .

الأب : المرعى ، لأنه يؤبّ ، أي يؤمّ وينتجع .

متاعا لكم ولأنعامكم : أنبتناه لكم لتتمتعوا به ، وتنتفعوا وتنتفع أنعامكم .

التفسير :

27 ، 28 ، 29 ، 30 ، 31 ، 32- فأنبتنا فيها حبّا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبّا* متاعا لكم ولأنعامكم .

هذه ألوان النّعم التي أنبتها الله من الأرض :

الحب : كالشعير والقمح والذرة ، والفول والترمس .

العنب : وهو معروف .

الضقب : وهو الزرع لذي يقضب مرة بعد مرة ، وهو رطب مثل : البرسيم ، والجتّ وهو القتّ .

الزيتون : منه الأخضر والأسود ، ويعصر منه الزيت فيكون طعاما وشفاء .

النخل : يستفيد الإنسان بالشجرة وبالرطب والبلح ، والسعف والخوص ، وكل شيء في النخلة نافع .

حدائق غلب : بساتين ذات أشجار ضخمة ، ومتكاثفة كثيرة .

الفاكهة : وهي كل ما يتفكّه به من الثّمار ، أي يستمتع به ، كالتفاح والكمثرى والموز والخوخ والتين ونحوها .

الأب : والأب كل ما أنبتت الأرض ، مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه ، من الكلأ وسائر أنواع المرعى للحيوان ، مثل العشب والحشيش الذي ترعاه الدواب .

متاعا لكم ولأنعامكم .

جعلنا ذلك متعة وتمتيعا لكم ولأنعامكم ، فاشكروه على آلائه وجزيل عطائه ، فقد ضمن لكم ولأنعامكم الحياة والمتاع ، فسبحانه سخّر الأرض وهيأها لاستقبال الإنسان ، وخلق الإنسان في بطن أمه وجعله يمر بمراحل متعددة إلى الولادة ، ويمر في حياته بمراحل أخرى ، من الطفولة والمراهقة والشباب ، والرجولة والكهولة والشيخوخة ، ويسّر له المطر والنبات والطعام ، والفاكهة والمتاع له ولأنعامه ، فسبحان من كرّم الإنسان ، وسخر له الكون ، وأرسل له الرسل ، وأنزل الكتب ، فسبحانه ، سبحان الله العلي العظيم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا حَبّٗا} (27)

فَأَنْبَتْنَا فِيهَا } أصنافا مصنفة من أنواع الأطعمة اللذيذة ، والأقوات الشهية { حبًّا } وهذا شامل لسائر الحبوب على اختلاف أصنافها ،

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا حَبّٗا} (27)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

أنا أنزلنا الغيث من السماء إنزالاً، وصببناه عليها صبا. "ثُمّ شَقَقْنا الأرْضَ شَقّا" يقول: ثم فتقنا الأرض، فصدّعناها بالنبات. " فأنْبَتْنا فِيها حَبا": يعني حبّ الزرع، وهو كلّ ما أخرجته الأرض من الحبوب، كالحنطة والشعير وغير ذلك "وَعِنَبا" يقول: وكرم عنب، "وَقَضْبا" يعني بالقَضْب: الرّطْبة، وأهل مكة يسمون القَتّ القَضْب...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

والقضب: القت والعلف سمى بذلك لقضبه بعد ظهوره...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

... الإنبات: إخراج النامي حالا بعد حال... والحب: جمع الحبة مثل الشعير والحنطة والسمسم والدخن والأرز وغير ذلك... والزيتون معروف. وإنما ذكره الله تعالى لعظم النفع به والدهن الذي يكون منه (ونخلا) أي وأنبتنا من الأرض نخلا وهو شجر الرطب والتمر...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم ذكر تعالى ثمانية أنواع من النبات:

أولها: الحب: وهو المشار إليه بقوله: {فأنبتنا فيها حبا}. وهو كل ما حصد من نحو الحنطة وغيرهما، وإنما قدم ذلك لأنه كالأصل في الأغذية...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وسواء كان هذا أم ذاك أم سواهما هو الذي حدث، وهو الذي تشير إليه الآيتان السابقتان فقد كانت المرحلة الثالثة في القصة هي النبات بكل صنوفه وأنواعه. التي يذكر منها هنا أقربها للمخاطبين، وأعمها في طعام الناس والحيوان: (فأنبتنا فيها حبا).. وهو يشمل جميع الحبوب. ما يأكله الناس في أية صورة من صوره، وما يتغذى به الحيوان في كل حالة من حالاته...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

تعتبر الحبوب من الأغذية الرئيسية للإنسان والحيوان معاً، وتتوضح أهميتها فيما لو عمّ الجفاف على سبيل المثال فمدّة عام واحد، حيث يعمّ القحط وتنتشر المجاعة في كلّ مكان. «حبّاً»: جاءت في الآية نكرة، لتعظيم شأنها، أو لتشير إلى تنوع أصناف الحبوب، وذهب البعض إلى أنّ الحنطة والشعير هما المرادان دون بقية الحبوب، ولكن ليس هناك من دليل على هذا التخصيص، وإطلاق الكلمة يدل على شمول كلّ الحبوب...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا حَبّٗا} (27)

{ فأنبتنا فيها حبا } { وعنبا وقضبا } وهو القت الرطب

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا حَبّٗا} (27)

ثم سبب عن الشق ما هو كالتفسير له مبيناً الاحتياج إلى النبات بقوله : { فأنبتنا } أي أطلعنا على وجه الاتصال الموجب للتغذي والنمو { فيها } بسبب الشق { حباً * } أي لاقتيات الإنسان وغيره من الحيوان كالحنطة والشعير والرز{[71727]} وغيرها .


[71727]:من ظ و م، وفي الأصل: البرز.