تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

ولكن هذا الوعد بالجزاء ، ينكره هؤلاء المعاندون { وَيَقُولُونَ } تكذيبًا :

{ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } جعلوا علامة صدقهم أن يخبروا{[1183]}  بوقت مجيئه ، وهذا ظلم وعناد .


[1183]:- في ب: أن يخبروهم.
 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

ثم قال مخبرًا عن الكفار المنكرين للمعاد المستبعدين وقوعه : { وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } أي : متى [ يقع ]{[29119]} هذا الذي تخبرنا بكونه من الاجتماع بعد هذا التفرق ؟


[29119]:- (3) زيادة من م.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد ، الله الّذِي ذَرأكُمْ فِي الأرْضِ ، يقول : الله الذي خلقكم في الأرض وإلَيْهِ تُحْشَرُونَ ، يقول : وإلى الله تحشرون ، فتجمعون من قبوركم لموقف الحساب ، وَيَقُولُونَ مَتى هَذَا الوَعْدُ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ، يقول جلّ ثناؤه : ويقول المشركون : متى يكون ما تعدنا من الحشر إلى الله ، إن كنتم صادقين في وعدكم إيانا ما تعدوننا .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

لما لم تكن لهم معارضة للحجة التي في قوله : { هو الذي أنشأكم } [ الملك : 23 ] إلى { هو الذي ذرأكم في الأرض } [ الملك : 24 ] انحصر عنادهم في مضمون قوله : { وإليه تحشرون } [ الملك : 24 ] فإنهم قد جحدوا البعث وأعلنوا بجحده وتعجبوا من إنذار القرآن به ، وقال بعضهم لبعض { هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد أفترى على الله كذباً أم به جِنة } [ سبأ : 78 ] وكانوا يقولون : { متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } [ سبأ : 29 ] واستمروا على قوله ، فلذلك حكاه الله عنهم بصيغة المضارع المقتضية للتكرير .

و { الوعد } مصدر بمعنى اسم المفعول ، أي متى هذا الوعد فيجوز أن يراد به الحشر المستفاد من قوله : { وإليه تحشرون } [ الملك : 24 ] فالإشارة إليه بقوله : { هذا } ظاهرة ، ويجوز أن يراد به وعد آخر بنصر المسلمين ، فالإشارة إلى وعيد سمعوه .

والاستفهام بقولهم : { متى هذا الوعد } مستعمل في التهكم لأن من عادتهم أن يستهزئوا بذلك قال تعالى : { فسيقولون من يُعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو } [ الإسراء : 51 ]

وأتوا بلفظ { الوعد } استنجازاً له لأن شأن الوعد الوفاء .

وضمير الخطاب في : { إن كنتم صادقين } للنبيء صلى الله عليه وسلم والمسلمين لأنهم يلهجون بإنذارهم بيوم الحشر ، وتقدم نظيره في سورة سبأ .

وأمر الله رسوله بأن يجيب سؤالهم بجملة على خلاف مرادهم بل على ظاهر الاستفهام عن وقت الوعد على طريقة الأسلوب الحكيم ، بأن وقت هذا الوعد لا يعلمه إلاّ الله .