تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَآ أُرۡسِلُواْ عَلَيۡهِمۡ حَٰفِظِينَ} (33)

قال تعالى : { وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } أي : وما أرسلوا وكلاء على المؤمنين ملزمين بحفظ أعمالهم ، حتى يحرصوا على رميهم بالضلال ، وما هذا منهم إلا تعنت وعناد وتلاعب ، ليس له مستند ولا برهان ، ولهذا كان جزاؤهم في الآخرة من جنس عملهم ، قال تعالى :

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَآ أُرۡسِلُواْ عَلَيۡهِمۡ حَٰفِظِينَ} (33)

قال الله تعالى : { وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِين } أي : وما بُعث هؤلاء المجرمون{[29865]} حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر من أعمالهم وأقوالهم ، ولا كلفوا بهم ؟ فلم اشتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم ، كما قال تعالى : { قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ } [ المؤمنون : 108 - 111 ] .


[29865]:- (1) في أ: "المجرمين" وهو خطأ.