فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَآ أُرۡسِلُواْ عَلَيۡهِمۡ حَٰفِظِينَ} (33)

{ وما أرسلوا عليهم حافظين } أي والحال أنهم لم يرسلوا على المسلمين من جهة الله موكلين بهم يحفظون عليهم أحوالهم وأعمالهم ، ويشهدون برشدهم وضلالهم ، بل أمروا بإصلاح أنفسهم ، فاشتغالهم بذلك أولى بهم من تتبع عورات غيرهم وتسفيه أحلامهم ، وهذا تهكم بهم وإشعار بأن ما اجترؤوا عليه من القول من وظائف الرسل من جهته تعالى .

ويجوز أن يكون ذلك من جملة قول المؤمنين كأنهم { قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا علينا حافظين } إنكارا لصدهم عن الشرك ودعائهم إلى الإسلام ، قاله أبو السعود أولى وأظهر .