وقوله : { خَالِدِينَ فِيهَا } أي : مقيمين ، لا يظعنون ولا يَحُولون ولا يموتون ، ولا يزولون عنها ولا يبغون عنها حولا كما قال تعالى : { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [ هود : 108 ] .
وقوله { حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا } أي : حسنت منظرا وطابت مَقيلا ومنزلا .
القول في تأويل قوله تعالى : { خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً * قُلْ مَا يَعْبَاُ بِكُمْ رَبّي لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ فَقَدْ كَذّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } .
يقول تعالى ذكره : أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ، خالدين في الغرفة ، يعني أنهم ماكثون فيها ، لابثون إلى غير أمد ، حسنت تلك الغرفة قرارا لهم ومقاما . يقول : وإقامة .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: أولئك يجزون الغرفة بما صبروا، خالدين في الغرفة، يعني أنهم ماكثون فيها، لابثون إلى غير أمد، حسنت تلك الغرفة قرارا لهم ومقاما. يقول: وإقامة.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{خالدين فيها} دائمين {حسنت مستقرا ومقاما} تأويله، والله أعلم: أي حسنت الجنة لهم مستقرا ومقاما حتى لا يملوا فيها، ولا يسأموا، ولا تأخذهم الوحشة والكآبة كنعيم الدنيا، يمل، ويسأم فيها، عند الكثرة وطول المقام فيها.
{خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما} فالمراد أنه سبحانه لما وعد بالمنافع أولا وبالتعظيم ثانيا، بين أن من صفتهما الدوام وهو المراد من قوله: {خالدين فيها} ومن صفتهما الخلوص أيضا وهو المراد من قوله: {حسنت مستقرا ومقاما} وهذا في مقابلة قوله: {ساءت مستقرا ومقاما} أي ما أسوأ ذلك وما أحسن هذا.
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :
{خالدين فيها} لا يموتون فيها ولا يخرجون.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
{خَالِدِينَ فِيهَا} أي: مقيمين، لا يظعنون ولا يَحُولون ولا يموتون، ولا يزولون عنها ولا يبغون عنها حولا، كما قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 108]. وقوله {حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} أي: حسنت منظرا وطابت مَقيلا ومنزلا.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما كان هذا ناطقاً بدوام حياتهم سالمين بصريحه، وبعظيم شرفهم بلازمه، دل على أنهم لا يبرحون عنه بقوله: {خالدين فيها} أي الغرفة مكان ما أزعجوهم من ديارهم حتى هاجروا؛ ودل على علو أمرها، وعظيم قدرها، بإبراز مدحها في مظهر التعجب فقال: {حسنت} أي ما أحسنها {مستقراً} أي موضع استقرار {ومقاماً*} أي موضع إقامة.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
وفي مقابل جهنم التي يتضرعون إلى ربهم أن يصرفها عنهم لأنها ساءت مستقرا ومقاما، يجزيهم الله الجنة (خالدين فيها. حسنت مستقرا ومقاما) فلا مخرج لهم إلا أن يشاء الله. وهم فيها على خير حال من الاستقرار والمقام.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.