تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ} (50)

{ لمجموعون إلى ميقات يَوْمٍ مَعْلُومٍ }الجميع سيبعثهم الله ويجمعهم لميقات يوم معلوم ، قدره الله لعباده ، حين تنقضي الخليقة ، ويريد الله تعالى جزاءهم على أعمالهم التي عملوها في دار التكليف .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ} (50)

ولذا لقن الله - تعالى - نبيه - صلى الله عليه وسلم - الجواب الذى يخرس ألسنتهم فقال - سبحانه - : { قُلْ إِنَّ الأولين والآخرين لَمَجْمُوعُونَ إلى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } .

أى : قال لهم - أيها الرسول الكريم - إن الأمم السابقة التى من جملتها آباؤكم . والأمم اللاحقة التى من جملتها أنتم . الكل مجموعون ومسوقون إلى المحشر فى وقت واحد محدد فى علم الله - تعالى - . وعند ما يأتى هذا الوقت ماله من دافع .

فالميقات هنا : بمعنى الوقت والأجل ، والمراد به هنا : يوم القيامة .

ووصفه - سبحانه - بأنه معلوم ، للإشعار بكونه معينا وواقعا وقوعا لا ريب فيه ، ولكن فى الوقت الذى يشاؤه الله - تعالى - ويختاره .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ} (50)

قال الله تعالى : { قُلْ إِنَّ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ . لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ } أي : أخبرهم يا محمد أن الأولين والآخرين من بني آدم سيجمعون إلى عَرَصات القيامة ، لا نغادر منهم أحدًا ، كما قال : { ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ . وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأجَلٍ مَعْدُودٍ . يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ } [ هود : 103 - 105 ] . ولهذا قال هاهنا : { لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ } أي : هو موقت بوقت مُحَدَّد ، لا يتقدم ولا يتأخر ، ولا يزيد ولا ينقص .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ} (50)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{لمجموعون إلى ميقات} يعني إلى وقت {يوم معلوم} في الآخرة.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 48]

يقول تعالى ذكره: وكانوا يقولون كفرا منهم بالبعث، وإنكارا لإحياء الله خلقه من بعد مماتهم: أئذا كنا ترابا في قبورنا من بعد مماتنا، وعظاما نخرة، أئنا لمبعوثون منها أحياء كما كنا قبل الممات، أو آباؤنا الأوّلون الذين كانوا قبلنا، وهم الأوّلون، يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء إن الأوّلين من آبائكم والآخرين منكم ومن غيركم، لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم، وذلك يوم القيامة.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

قوله تعالى: {لمجموعون} فوق قول القائل: مجموعون كما قلنا: إن قول القائل: إنه يموت في إفادة التوكيد دون قوله: إنه ميت.

قوله تعالى: {إلى ميقات يوم معلوم} فإنه يدل على أن الله تعالى يجمعهم في يوم واحد معلوم، واجتماع عدد من الأموات لا يعلم عددهم إلا الله تعالى في وقت واحد أعجب من نفس البعث وهذا كقوله تعالى في سورة والصافات: {فإنما هي زجرة واحدة} أي أنتم تستبعدون نفس البعث، والأعجب من هذا أنه يبعثهم بزجرة واحدة أي صيحة واحدة: {فإذا هم ينظرون} أي يبعثون مع زيادة أمر، وهو فتح أعينهم ونظرهم، بخلاف من نعس فإنه إذا انتبه يبقى ساعة ثم ينظر في الأشياء، فأمر الإحياء عند الله تعالى أهون من تنبيه نائم.

حرف {إلى} أدل على البعث من اللام، ولنذكر هذا في جواب سؤال هو أن الله تعالى قال: {يوم يجمعكم ليوم الجمع} وقال هنا: {لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم} ولم يقل: لميقاتنا وقال: {ولما جاء موسى لميقاتنا} نقول: لما كان ذكر الجمع جوابا للمنكرين المستبعدين ذكر كلمة {إلى} الدالة على التحرك والانتقال لتكون أدل على فعل غير البعث ولا يجمع هناك قال: {يوم يجمعكم ليوم} ولا يفهم النشور من نفس الحرف وإن كان يفهم من الكلام، ولهذا قال هاهنا: {لمجموعون} بلفظ التأكيد، وقال هناك: {يجمعكم} وقال هاهنا: {إلى ميقات} وهو مصير الوقت إليه، وأما قوله تعالى: {فلما جاء موسى لميقاتنا} فنقول: الموضع هناك لم يكن مطلوب موسى عليه السلام، وإنما كان مطلوبه الحضور، لأن من وقت له وقت وعين له موضع كانت حركته في الحقيقة لأمر بالتبع إلى أمر، وأما هناك فالأمر الأعظم الوقوف في موضعه لا زمانه فقال بكلمة دلالتها على الموضع والمكان أظهر.

تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :

{مَّعْلُومٍ} عند الله معين لا يعلمه على التعيين إِلا الله تعالى أو معلوم في كتب الله والعلماء والمؤمنين بلا تعيين.

...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

...والميقات: هنا لمعنى الوقت والأجل... وتأكيد الخبر ب (إن) واللام لرد إنكارهم...وإضافة {ميقات} إلى {يوم معلوم} لأن التجمع واقع في ذلك اليوم. وإذ كان التجمع الواقع في اليوم واقعاً في ذلك الميقات كانت بين الميقات واليوم ملابسة صححت إضافة الميقات إليه لأدنى ملابسة...

. وهذا تعريض بالوعيد بما يلقونه في ذلك اليوم الذي جحدوه.