تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (39)

{ 39 - 40 } { قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ }

أي : { قُلْ } لهم يا أيها الرسول : { يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي : على حالتكم التي رضيتموها لأنفسكم ، من عبادة من لا يستحق من العبادة شيئا ولا له من الأمر شيء .

{ إِنِّي عَامِلٌ } على ما دعوتكم إليه ، من إخلاص الدين للّه تعالى وحده . { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } لمن العاقبة

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (39)

ثم أمره - سبحانه - مرة أخرى أن يتحداهم وأن يتهددهم فقال : { قُلْ ياقوم اعملوا على مَكَانَتِكُمْ } أى : وقل لهم للمرة الثالثة : اعملوا ما شئتم عمله من العداوة لى ، والتهديد بآلهتكم .

والمكانة مصدر مكن - ككرم - ، يقال : مكن فلان من الشئ مكانة ، إذا تمكن منه أبلغ تمكن .

أى : اعملوا ما فى إمكانكم عمله معى . والأمر للتهديد والوعيد .

{ إِنِّي عَامِلٌ } أى : إنى سأقابل عملكم السيئ بعمل أحسن من جانبى ، وهو الدعوة إلى وحدانية الله ، وإلى مكارم الأخلاق .

{ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } من منا الذى ينجح فى عمله ، ومن منا يأتيه عذاب يخزيه ويفضحه ويهينه فى الدنيا ، ومن منا الذى يحل عليه عذاب مقيم فى الآخرة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (39)

وقوله : { قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي : على طريقتكم ، وهذا تهديد ووعيد . . { إِنِّي عَامِلٌ } أي : على طريقتي ومنهجي ، { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } أي : ستعلمون غب ذلك ووباله .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (39)

القول في تأويل قوله تعالى : { قُلْ يَقَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَىَ مَكَانَتِكُمْ إِنّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مّقِيمٌ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لمشركي قومك ، الذي اتخذوا الأوثان والأصنام آلهة يعبدونها من دون الله اعملوا أيها القوم على تمكنكم من العمل الذي تعملون ومنازلكم ، كما :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : عَلى مَكانَتِكُمْ قال : على ناحيتكم إنّي عامِلٌ كذلك على تؤدة على عمل من سلف من أنبياء الله قبلي فَسَوْفَ تَعْلَمونَ إذا جاءكم بأس الله ، من المحقّ منا من المبطل ، والرشيد من الغويّ .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (39)

{ قل يا قوم اعملوا على مكانتكم } على حالكم ، اسم للمكان استعير للحال كما استعير هنا وحيث من المكان للزمان ، وقرئ " مكاناتكم " { إني عامل } أي على مكانتي فحذف للاختصار والمبالغة في الوعيد ، والإشعار بأن حاله لا يقف فإنه تعالى يزيده على مر الأيام قوة ونصرة ولذلك توعدهم بكونه منصورا عليهم في الدارين فقال : { فسوف تعلمون } .