التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا} (4)

وقوله - سبحانه - { فالفارقات فَرْقاً } يصح أن يكون وصفا للملائكة الذين ينزلون بالشرائع المفرقة بين الحق والباطل ، وبين أهل الحق وأهل الضلال .

ويصح أن يكون وصفا للآيات التى أنزلها الله - تعالى - للتمييز بين الخير والشر ، والرشد والغى .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا} (4)

وقوله : { فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا } يعني : الملائكة قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومسروق ، ومجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسّدي ، والثوري . ولا خلاف هاهنا ؛ فإنها تنزل بأمر الله على الرسل ، تفرق بين الحق والباطل ، والهدى والغيّ ، والحلال والحرام ، وتلقي إلى الرسل وحيا فيه إعذار إلى الخلق ، وإنذارٌ لهم عقابَ الله إن خالفوا أمره .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا} (4)

وقوله : فالْفارِقاتِ فَرْقا اختلف أهل التأويل في معناه ، فقال بعضهم : عُنِي بذلك : الملائكة التي تفرق بين الحقّ والباطل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح فالْفارِقاتِ فَرْقا قال : الملائكة .

قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح فالْفارِقاتِ فَرْقا قال : الملائكة .

قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، مثله .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس فالْفارِقاتِ فَرْقا قال : الملائكة .

وقال آخرون : بل عُنِي بذلك القرآن . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة فالْفارِقاتِ فَرْقا يعني القرآن ما فرق الله فيه بين الحقّ والباطل .

والصواب من القول في ذلك أن يقال : أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفارقات ، وهي الفاصلات بين الحقّ والباطل ، ولم يخصص بذلك منهنّ بعضا دون بعض ، فذلك قَسَم بكلّ فارقة بين الحقّ والباطل ، مَلَكا كان أو قرآنا ، أو غير ذلك .