الثالثة- قوله تعالى : " وأما من بخل واستغنى " أي ضن بما عنده ، فلم يبذل خيرا . وقد تقدم بيانه وثمرته في الدنيا في سورة " آل عمران{[16110]} " . وفي الآخرة مآله النار ، كما في هذه الآية . روى الضحاك عن ابن عباس " فسنيسره للعسرى " قال : سوف أحول بينه وبين الإيمان باللّه وبرسوله . وعنه عن ابن عباس قال : نزلت في أمية بن خلف وروى عكرمة عن ابن عباس : " وأما من بخل واستغنى " يقول : بخل بماله ، واستغنى ربه .
{ وأما من بخل واستغنى } أي : بخل بماله ، أو بطاعة الله على الإطلاق ، فيحتمل الوجهين لأنه في مقابلة أعطى ، كما أن { استغنى } في مقابلة { اتقى } وكذلك { كذب بالحسنى } في مقابلة { صدق بالحسنى } وللعسرى في مقابلة نيسره لليسرى ، ومعنى استغنى : استغنى عن الله فلم يطعه واستغنى بالدنيا عن الآخرة ، ونزلت آية المدح في أبي بكر الصديق ، لأنه أنفق ماله في مرضاة الله ، وكان يشتري من أسلم من العبيد فيعتقهم ، وقيل : نزلت في أبي الدحداح وهذا ضعيف ، لأنها مكية وإنما أسلم أبو الدحداح بالمدينة وقيل : إن آية الذم نزلت في أبي سفيان بن حرب وهذا ضعيف لقوله { فسنيسره للعسرى } وقد أسلم أبو سفيان بعد ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.