تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ} (29)

19

29 ، 30- والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين .

أباح الإسلام الاتصال الجنسي بين الزوج والزوجة ، ورسم لذلك نظاما وآدابا ، مثل عقد الزواج الصحيح ، والنفقة والعشرة بالمعروف ، وطاعة الزوجة لزوجها ، وقيام الزوج بواجباته ، والزوجة بواجباتها .

وفي هذه الآية ما يفيد أن المؤمنين من صفاتهم حفظ فروجهم عن الزنا واللواطة ، وبعدهم عن الفاحشة ، لكن الله أباح لهم إشباع رغبتهم وجماع زوجاتهم اللائي أحلهن الله لهم .

أو ما ملكت أيمانهم . وهن الأسيرات من الجهاد في سبيل الله ، يباح لمن ملكها أن يستبرئ رحمها ليتأكد من خلوّها من الحمل ، وله جماعها بعد العدّة ، فإذا حملت صارت أم ولد ، أعتقها ولدها ، ونهى الإسلام عن بيع أمّهات الأولاد ، وهذه العلاقة الصريحة النظيفة من محاسن الإسلام ، حيث أباح الزواج الشرعي والتّسرّي بملك اليمين ، وقد نظر الإسلام إلى الرّق نظرته إلى نهر يجري ، فضيّق المنابع ووسّع المصبّات ، وكان ذلك حريّا بأن يجفّ نهر الرق ، والآن . . انتهى الرقّ بحمد الله مدنيّا ودينيّا .

لكن التقارير تشير إلى أن هناك تجارة رائجة كبيرة ، هي ثالث تجارة في العالم ، بعد تجارتي السّلاح والمخدّرات ، تلك التجارة هي تجارة الرقيق الأبيض ، تباع فيها ملايين النساء والأطفال والبنات ، بقصد الاتجار في الجنس ، وهناك عصابات دولية تحدد ثمن كل فتاة وكل ولد وكل امرأة .

والقرآن نزل والزنا منتشر ، فحرّم الزّنا واللواط والمثلية الجنسية ، وشجّع الزّواج الحلال ، والعلاقات النظيفة الواضحة .

قال تعالى : والذين هم لفروجهم حافظون* إلى على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين .

فهم لديهم شهوة ورغبة وقوّة ، لكنهم يحفظون فروجهم عن الحرام ، ولا يبيحون لأنفسهم الجماع إلا مع زوجاتهم الشرعيات ، أو جواريهم اللاتي يملكونهنّ بملك اليمين الذين كان معاملة بالمثل لمن يحاربهم الإسلام في بلاد الفرس والروم وغيرهما ، وكان الإسلام مضطرّا أن يعامل أسيرات الحرب بمثل ما تعامل به الأسيرات المسلمات في تلك البلاد ، ومع ذلك وصّى القرآن بالرقيق ، وحث على العتق ، وجعل عتق الرقيق كفارة لأخطاء يتكرر وقوعها في المجتمع ، مثل كفارة الظهار ، والحنث في اليمين ، والقتل الخطأ ، وغير ذلك .

إن غيرنا يبيح تعدد العشيقات والعشّاق ، أما الإسلام فلا يبيح إلا علاقة شرعية نظيفة أمينة واضحة .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ} (29)

حافظون : يحفظون أنفسهم عن الحرام .

ويتحلَّون بالعفة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ} (29)

{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } فلا يطأون بها وطأ محرما ، من زنى أو لواط ، أو وطء في دبر ، أو حيض ، ونحو ذلك ، ويحفظونها أيضا من النظر إليها ومسها ، ممن لا يجوز له ذلك ، ويتركون أيضا وسائل المحرمات الداعية لفعل الفاحشة .

     
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ} (29)

ولما ذكر التحلي بتطهير النفس بالصلاة وتزكية المال{[68413]} بالصدقة ، ندب إلى التخلي عن أمر جامع بين تدنيس المال{[68414]} والنفس وهو الزنا الحامل عليه شهوة الفرج التي هي أعظم الشهوات حملاً للنفس على المهلكات ، فقال بعد ذكر التخويف بالعذاب إعلاماً بأنه أسرع إلى صاحب هذه القاذورة وقوعاً من الذباب في أحلى الشراب{[68415]} فقال : { والذين هم } أي ببواطنهم الغالبة على ظواهرهم { لفروجهم } أي سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً { حافظون * } أي حفظاً ثابتاً دائماً عن كل ما نهى الله عنه .


[68413]:- من ظ وم، وفي الأصل: الأموال.
[68414]:- من ظ وم، وفي الأصل: الأموال.
[68415]:- من ظ وم وفي الأصل: التراب.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ} (29)

قوله : { والذين هم لفروجهم حافظون } أي يكفون فروجهم عن الحرام ويمنعونها أن توضع فيما حرم الله .