يهرعون : يسرعون إسراعا شديدا .
69 ، 70 –{ إنهم ألفوا آباءهم ضالين* فهم على آثارهم يهرعون } .
كأن إنسانا يتساءل : ما سبب هذا العذاب الشديد ، والطعام المؤلم ، والشراب الحار المهلك ؟ فكان الجواب هو ما يأتي : إنهم وجدوا آباءهم ضالين عن الحق ، عابدين للأصنام ، فأسرعوا في السير خلفهم بدون تدبّر أو تعقل ، أو تفكير فيما يعرض عليهم من الوحي ، وكلام الرسل .
والآيتان تنبيه للناس – كلِّ الناس – إلى خطورة التقليد الأعمى ، وإتباع السابقين لمجرد الإلف والعادة ، والجري وراء التقليد الأعمى بدون تبصّر أو تفكير ، ولو لم يكن في القرآن كله سوى هاتين الآيتين في ذم التقليد الأعمى وبيان سوء عاقبته : لكان فيهما الكفاية .
ولما أخبر عن عذابهم هذا ، وكان سببه الجمود مع العادة الجارية على غير الحق ، والتقيد بما ألفته النفس ومال إليه الطباع ، مما أصّله من يعتقدون أنه أكبر منهم وأتم عقلاً ، علل ذلك تحذيراً من مثله لأنه كان سبب هلاك أكثر الخلق ، وأكده لأنهم ينكرون ضلال من أصّل لهم ، فتلك العوائد من آبائهم وغيرهم فقال : { إنهم ألفوا } أي وجدوا وجدانا ألفوه { آباءهم ضالين * } أي عريقين في الضلال ، فما هم فيه لا يخفى على أحد أنه ضلال يتسبب عنه النفرة عن صاحبه
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.